تركي العازمي يكتب.. عفوا .. أيتها العقول الغافلة!
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2016, 11:35 م 603 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - عفواً... أيتها العقول الغافلة !
د. تركي العازمي
استشهدت في المقال السابق بالآية الكريمة «.. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» واليوم أستشهد بالآية نفسها بعد أن وصلني عبر (الواتس آب) دعوة لحضور المؤتمر العلمي الثامن بعنوان «الكويت وتنويع القاعدة الاقتصادية» بتنظيم من الجمعية الاقتصادية الكويتية.
طبعا لا اعتراض على هذه النوعية من المؤتمرات ولا الحلقات النقاشية لكن موضوع تنويع القاعدة الاقتصادية أو تنويع مصادر الدخل هو موضوع يفترض مناقشته قبل عقود من الزمان، أو على أقل تقدير خلال فترة الطفرة المالية أو على الأقل بعد صدور تقارير دولية تشير إلى تغيير جذري في هيكلة الاقتصاد العالمي.
عندما اخترت العنوان «عفوا.. أيتها العقول الغافلة!» فالسبب يعود إلى الغفلة الغريبة غير المبررة من جانب الحكومة فيما يخص تنويع مصادر الدخل.
جيش عرمرم من المستشارين لدى الحكومة، وبيوت استشارية عالمية تقدم دراسات واستشارات لم نستفد منها... فهل نستطيع نحن أن نوقظ العقول الغافلة لتعود ممسكة بحل التغيير قبل أن ينقطع؟
أعتقد أن الحكومة بحاجة إلى توفير كادر استشاري ملم بالمجريات التي تحدث من حولنا.
أعتقد بأن نظرية «السوبرمان» في تقلد أكثر من منصب مرتبط بالشأن الاقتصادي لهو أكبر خطأ في طريقة معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور.
طالبت بإنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد تقع تحت مظلتها الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية، وتشرف على كل قرار متصل في تحسين الحالة الاقتصادية ومعالجة العجز... هذه هي الطريقة المثلى لمعالجة القصور الاستشاري الذي نعاني منه، ناهيك عن تشابك في المسؤوليات وخلافه من البيروقراطية التي جعلت من اتخاذ القرار الإصلاحي أشبه بالمعجزة.
التحدي القادم لن يعالجه مؤتمر ولا مؤتمرات ولا حلقات نقاشية لأن الهيكلة الاقتصادية مازالت محل نقاش في حلقات لا تحمل أي منها صفة اتخاذ القرار المناسب، وإن كانت على صواب.. وتبقى توصياتها تحت وصاية من مجموعة ضيقة من وجهة نظري إنها إلى الآن لم تعترف بالقصور الذي نعاني منه اقتصادياً، وهذا يجعل من التغيير أمراً صعباً في ظل وجود هذه المجموعة.
لذلك٬ نحن بحاجة إلى الاعتراف أولاً بالقصور... ومن ثم نبحث في أفراد المجموعة المتسببة في هذا القصور، وبعدئذ يُفترض أن نقوم باستبدال أعضائها بهيئة مختصة بالاقتصاد تضم مختصين وباحثين في المجالات التي ستشهد تغييراً في القريب العاجل لعلنا نستثمر بها.
إذا تم هذا٬ نستطيع أن نراجع ما قيل في هذا المؤتمر وعرض التوصيات الصادرة عنه ومراجعة إمكانية التطبيق مع بيوت استشارية عالمية... يعني بـ «شوية ملايين» نستطيع الحصول على دخل غير النفط بالملايين أو المليارات.
عفوا.. أيتها العقول الغافلة... فالوضع الاقتصادي العالمي سيشهد التغيير فإما أن نستيقظ من غفلتنا وندعو إلى إنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد تضم رجال دولة من أصحاب الخبرة المتميزين بالنزاهة والأمانة أو... الله المستعان.
تعليقات