ذكرى مرور 8 سنوات على رحيل الأمير الوالد تمر غدا

محليات وبرلمان

1758 مشاهدات 0


تمر غدا الجمعة الذكرى الثامنة لرحيل الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه صاحب المسيرة الحافلة بالعطاء والإخلاص لوطنه وأبناء شعبه تاركا خلفه بصمات راسخة وذكرى طيبة في عقول وأفئدة الكويتيين.
والشيخ سعد العبدالله هو أمير الكويت الرابع عشر والأمير الرابع لها منذ الاستقلال عام 1961 كما كان وليا للعهد خلال تولي الشيخ جابر الأحمد مسند الإمارة منذ عام 1978 إلى عام 2006 وسبق ذلك أن شغل منصب نائب لدائرة الشرطة عام 1954 حتى عام 1959 حين صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبا لدائرة الشرطة والأمن العام بعد دمجهما.
وشغل الراحل منصب أول وزير للداخلية في 17 يناير 1962 بأول تشكيل وزاري بعد الدستور ثم تولى منصب وزير الدفاع عام 1964 ليجمع بين المنصبين وشكل المجلس الأعلى للدفاع وظل رئيسا للسلطة التنفيذية لمدة 25 سنة وتسلم رئاسة الحكومة في الفترة من 16 فبراير 1978 حتى 13 يوليو 2003 شكل خلالها عشر حكومات متعاقبة.
وساهم الشيخ سعدالعبدالله رحمه الله في إصدار التشريعات الخاصة ببرامج الرعاية الإسكانية وتنمية العمالة الوطنية والنهضة العمرانية والاقتصادية وعمل على زيادة الخدمات المقدمة للمواطنين من كل الجهات فضلا عن اعتنائه بدعم مؤسسات البحث العلمي والشؤون الثقافية والإعلام.
وكان الراحل رجل مواقف وصاحب قرار مدركا لمسؤولية القيادة فقد أكد رحمه الله ذلك من خلال جميع الأحداث التي مرت بها الكويت لاسيما بعد الاستقلال ومن أبرز مواقفه المشرفة التي سجلها التاريخ حين تعرضت الكويت عام 1961 لتهديدات حاكم العراق آنذاك عبدالكريم قاسم واحتشدت جموع الكويتيين حول أمير البلاد وقتذاك المغفور له الشيخ عبدالله السالم وفي مقدمتهم الشيخ سعد العبدالله الذي كان حريصا على الوقوف باستمرار إلى جوار أمير البلاد لاسيما أن أمن الدولة كان ضمن مسؤولياته.
وعند تولي الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه مسند الإمارة أصدر أمرا أميريا بتاريخ 8 فبراير 1978 بتعيين الشيخ سعد العبدالله رئيسا لمجلس الوزراء ثم صدر المرسوم الأميري بتشكيل أول وزارة يرأسها في فبراير 1978 وفي 18 فبراير 1978م صدر أمر أميري بتعيينه وليا للعهد.
ولم يكن مستغربا أن يطلق لقب (بطل التحرير) على الشيخ سعد لدوره البارز في تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم فقد واصل العمل الدؤوب لتحريرها من الغزاة وواجه أصعب أزمة في تاريخها ولم تقتصر جهوده في هذا الجانب على الصعيد المحلي بل اشتملت على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقد أشرف الراحل مباشرة على أحوال الكويتيين الصامدين في وجه الاحتلال داخل البلاد وخارجها وتفقد أوضاعهم الصحية والمعيشية إضافة إلى دعمه لعناصر المقاومة الكويتية في الداخل واتصالاته اليومية مع قادة المقاومة ومدهم بالمؤن والأموال لمؤازرتهم وتشجيعهم على مواصلة الصمود في وجه العدوان.
وأثبت الشيخ سعد العبدالله أنه قائد من الطراز الأول إذ استطاع بفضل الله تعالى حشد التأييد العربي والإقليمي والعالمي من الدول التي زارها أثناء الغزو لبناء تحالف دولي من 134 دولة شاركت في تحرير الكويت.
وكان انعقاد المؤتمر الشعبي في جدة خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر من العام 1990 من أفكار سموه بعد زيارته المملكة المتحدة ولقائه مع الكويتيين في لندن في شهر سبتمبر من العام ذاته.
وعرض رحمه الله بعد عودته إلى الطائف الفكرة على الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح فأيدها وباشر الشيخ سعد العبدالله جميع الإجراءات لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر وإعداد جدول الأعمال ومقابلة الشخصيات الكويتية التي ستحضر المؤتمر.
وترأس الشيخ سعد العبدالله المؤتمر الذي كان تحت شعار (التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا) وألقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كلمة الافتتاح وألقى الشيخ سعد العبدالله رئيس المؤتمر كلمة في اليوم الأول ثم ألقى كلمة في ختامه وقد بلغ عدد المشاركين 1200 شخصية كويتية تمثل مختلف القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى حضور عدد من الشخصيات الأجنبية.
وعين الشيخ سعد العبدالله حاكما عرفيا على البلاد بعد تحريرها وتولى عملية ضبط الأمن حتى أعلن عن انتهاء فترة الحكم العرفي في خريف عام 1991.
وبعد التحرير واصل الشيخ سعد العبدالله جهوده لتهيئة البلاد لعودة الكويتيين بعد تمشيط مناطق الكويت وإزالة الألغام والمتفجرات التي زرعها العدوان في قبل انسحابه.
كما أشرف رحمه الله على إعادة الخدمات والمرافق وتوفير المواد التموينية وتنفيذ خطة إعادة الإعمار الطارئة والتعامل مع مشكلة إطفاء آبار النفط البالغ عددها 732 والتي أشعلها الجنود العراقيون وتم الانتهاء منها في 7 أشهر فقط لذا أطلق على الشيخ سعد صاحب المجهودين قائد التحرير وإعادة الإعمار.
وأشرفت الحكومة التي ترأسها بعد التحرير على إرساء دعائم الديمقراطية بعودة الحياة النيابية وإجراء الانتخابات لتكوين مجلس أمة جديد بعد حل المجلس الوطني الذي دعت الظروف التي مرت بها البلاد أثناء الغزو العراقي إلى تأسيسه من أعضاء منتخبين وآخرين معينين.
وأولى الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه قضية الأسرى اهتماما خاصا كونها القضية الكويتية الإنسانية الأولى وكثف الجهود على جميع الأصعدة من أجل إطلاق سراحهم إضافة إلى رعايته السامية لأهالي الأسرى والشهداء.
ومع مرور السنين على وفاة الشيخ سعد العبدالله رحمه الله تظل أعمال وبطولات رمز الشجاعة بطل التحرير وفارس الكويت خالدة في نفوس الكويتيين.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك