نشهد تراجع متسارع في كافة مرافق الحياة بسبب هيمنة الفساد.. بوجهة نظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب مايو 11, 2016, 11:47 م 658 مشاهدات 0
الراي
نسمات - هل نقاطع أم نشارك؟
د. وائل الحساوي
اتفقت آراء غالبية الحضور في الديوانية العامرة على أن المعارضة الكويتية قد ارتكبت خطأ جسيماً بمقاطعتها للانتخابات وإفساحها المجال للمخربين والمتمصلحين للدخول إلى الساحة من أجل الإجهاز على ما تبقى من خير فيها، ولسرقة المزيد من الأموال العامة ولتشريع قوانين ضارة على المجتمع الكويتي!!
وأبدى الحضور سعادتهم وارتياحهم لقرار غالبية التجمعات السياسية إنهاء المقاطعة والمشاركة في الانتخابات المقبلة 2017، وأبدوا تفاؤلهم بمرحلة جديدة من الإنجاز والإصلاح!
قلت لنفسي: لماذا لا أضع نفسي في مكان قيادات المعارضة الذين يرفضون المشاركة ويصرون على المقاطعة وعلى رأسهم النائب السابق أحمد السعدون، وأفكر في أسباب تحفظهم على عودة الأكثرية عن قرار المقاطعة، أو كما يقول المثل الغربي (ضع نفسك في حذائه)!!
هؤلاء المقاطعون يقولون إن تجاربهم الطويلة عودتهم بأن نهج التخريب القائم والذي أدى إلى الحالة التي نمر بها اليوم لم يتغير، وأن الأمة قد انتفضت وبادرت إلى لم الشمل والتوحد من أجل الإصلاح وتغيير الواقع مرات عدة منها مجلس الأمة عام 1992 الذي ضم نخبة من القيادات السياسية التي تمثل كل التوجهات والآراء، وقد حاول هؤلاء جاهدين إصلاح وضع البرلمان وإجبار الحكومة على الاستجابة لمطالب الشعب، لاسيما بعد أن جرب الشعب مرارة حل البرلمان عام 1986 ثم مرارة الغزو الآثم!
لقد رضخت الحكومة لتوجهات الشعب وأعطته ستة وزراء، ووافقت على كثير من القوانين التي شرعها، ثم ما لبثت أن سعت لتفكيك المجلس وإضعاف قراراته، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه بل وأسوأ!!
ثم انتفض الشعب عام 2012 بعدما استطاعت الحكومة تدجينه وشراء الولاءات عن طريق شراء الذمم بالمال العام حتى أصبح المجلس مهزلة أمام العالم، واضطر الكثير من النواب إلى النزول إلى ساحة الإرادة لإسقاط المجلس والحكومة، ثم جاء مجلس 2012 ذو الغالبية المعارضة منسجماً مع تطلعات الشعب، فلم تمهله السلطة أكثر من ستة أشهر حتى حلّته وغيرت النظام الانتخابي بمراسيم ضرورة ما أغضب الجميع وأدى إلى الحال الذي وصلنا إليه اليوم، فمن يضمن ألا يتكرر السيناريو إذا جاء مجلس لا ترضى عنه الحكومة؟!
هل الحكومة جادة؟
كذلك يجادل هؤلاء المقاطعون بأنه لو كانت الحكومة جادة في الإصلاح لوضعت على رأس السلطة التنفيذية قيادات كفؤة تهتم بإصلاح الأوضاع ومحاربة رؤوس الفساد في البلد!
ولكانت الحكومة قادت حملة مكافحة للفساد الذي يستحوذ اليوم على كثير من المواقع في البلد، فالناس يشاهدون كيف تفشى الفساد في مشاريع الدولة وكلّف الدولة مليارات الدنانير، وكيف تفشى في الرياضة حتى تم تجميد نشاط الكويت الدولي، وكيف تفشى في قوت الشعب عن طريق الغش في السلع ومواد التجارة، وكيف تم وضع أسوأ الناس على استثمارات الشعب الكويتي في التأمينات والاستثمارات الخارجية والأمثلة أكثر من أن تعد!!
ويقول المقاطعون: أعطونا مثلاً واحداً على أن واحداً من الكبار الذين ثبت عليهم الفساد وسرقة المال العام تمت معاقبته أو محاسبته!! بينما السيف مصلت على المغردين الذين ينتقدون الفساد!!
لم أبد رأياً في الديوانية بالرغم من رفضي للمقاطعة ولكن هل يحق لنا أن نأمل في غد أفضل ونحن نشهد التراجع المتسارع في مرافق الحياة كافة والسخط الشعبي ليس بسبب المجلس الذي لا يهش ولا ينش ولكن بسبب هيمنة الفساد على الجهاز التنفيذي والإصرار على تأديب المعارضة وتخوينها، حتى عندما تنتقد ما يجب انتقاده!
تعليقات