اذا ماعت الفواصل وأصبح أهل الشرف متهمين وأهل الباطل محميين، عند ذلك تتسع رقعة الفساد .. برأي د. خالد الصالح
زاوية الكتابكتب مايو 11, 2016, 11:38 م 921 مشاهدات 0
روح الفساد
د. خالد أحمد الصالح
تقلقني جدا روح الفساد التي تقفز فوق القيم من أجل تعميم الشر وتمييع الفواصل بين الحق والباطل.
هناك اليوم أصوات لا همّ لها سوى توجيه الاتهامات للناس، وكثير من هؤلاء المتهمين هم من أصحاب القيم والأخلاق والأمانة التي شهد لهم بها أقرانهم، والهدف من تلك الحملات الفاسدة هو مساندة أهل الباطل ممن يستبيحون كل قيمة ويطرقون كل باب للفساد أو تجميع المال من دون حق.
اذا ماعت الفواصل وأصبح أهل الشرف متهمين وأهل الباطل محميين، عند ذلك تتسع رقعة الفساد وينعم الفاسدون بالأمن كما يظنون، كما تختل موازين العدالة وتتساقط القدوات أمام أعين الأجيال الشابة.
إن للسياسة أبوابا ليس منها القضاء على القيم الإنسانية لكي يفوز أحدهم بمنصب يحلُمُ به، إن للقيادة مسالك ليس منها درب الهلاك الذي ينتصر فيه الفاسدون ويتوارى فيه المصلحون. لن ينجح أي إنسان سلك درب شراء أصوات الفساد من أجل التشويش على الأمة وتجريد أصحاب القيم من دفاعاتهم وتحصين الفساد بشرف كاذب، لا لن ينجح أحد في ذلك فهذه الأصوات المشتراة هي وحوش كاسرة ستلتهم من رباها يوما ما، هذا طبع الباطل يأكل ذاته.
نحمد الله أن في الكويت دستورا يهتدي بمقاصد الشريعة الإسلامية العادلة، فمن وجد شرا في أي مكان فلا عذر له إن لم يلجأ للقضاء لوقف الفساد، هذا هو الطريق الصحيح لوقف الفساد، أما ما نراه من شراء للأصوات الفاحشة التي تدعي مكافحة الفساد فهذا هو الفساد بعينه، ومنذ أن تطور الإعلام لدينا وأصبح كل فريق من المتنافسين يملك أسلحته الخاصة التي تكون ذخيرتها حب المال، منذ ذلك الوقت استقوى أهل الباطل الذين لا يوقفهم خوف من الله ولا تهمهم الفضيلة، أما أهل الحق فهم قد يبدون ضعفاء لأنهم ليسوا شتامين لا وليسوا مفترين، لكن تلك الصفات التي قد تبدو ضعفا هي صفات القوة لسبب بسيط هو أن الله يحبها وهو معاها، وهل يخسر من يكون الله معه !.
أتمنى أن تنتشر في بلدي الكلمة الطيبة والنصيحة الهادفة والشجاعة لكشف أهل الباطل بالقانون، وأتمنى أن تختفي روح السباب والاستهزاء والتخفي وراء أسماء وهمية لنشر روح القنوط في المجتمع عن طريق إشاعة الفساد ومحاربة الشرفاء.
أتمنى كل ذلك، ففي النهاية تبقى الكلمة الطيبة كما قال ربنا، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
تعليقات