تكريم المبدعة .. جوري!.. بقلم تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مايو 9, 2016, 11:39 م 657 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف- تكريم المبدعة... جوري!
د. تركي العازمي
آية من القرآن الكريم جاء فيها قول المولى عز شأنه «... فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور»، تذكرتها بعد قراءة خبر حصول الطالبة المكفوفة جوري محمد العازمي على المركز الأول على مستوى الكويت، لتمثل الدولة في نهائي مشروع تحدي القراءة على مستوى الوطن العربي.
خبر كهذا توقعت أن يأخذ صدى أبعد مما يتصوره البعض لأسباب عدة، يأتي في مقدمها أن إنجازاً كهذا حصل في عهد لوحظ فيه عزوف عن القراءة من قبل المبصرين قبل المكفوفين٬ عصر تذهب حفلات التكريم لأبناء جلدتنا، لكن شتان بين إنجازاتهم والإنجاز الذي حققته جوري.
زد على ذلك، إنني توقعت أن تكرم جوري هي وأسرتها، حيث بات لزاماً علينا من منطلق أهمية الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الأسرة وصلاح أفرادها وأشعر بأننا أحوج إليه.
لم تنتزع جوري هذا الإنجاز لولا التوفيق الذي حصلت عليه من المولى عز شأنه ومن ثم تحفيز الوالدين... فأمها تستحق نيل جائزة الأم المثالية، ووالدها وفر لها الإمكانات والدعم الأبوي لترفع سمعة الكويت.
إذا كانت لا تستحق التكريم، فمن يستحقه إذن؟
انطلق هاشتاق «# تكريم _جوري _العازمي» على موقع «تويتر»، وحاولت أن أتابع عددا من وصلت إليهم التغريدات ومن قام بإعادة التغريدات الخاصة بها، إلى أن علمت انها وصلت إلى أكثر من مليونين و627 ألف مغرد... وكان مؤشر الانطباعات قد تجاوز 16 مليوناً و459 الف متابع، وشعرت بأن الخير ما زال باقيا في أمة محمد.
من المفترض تكريم جوري من قبل الحكومة وجمعيات النفع العام وكل مجموعة شريفة تقدر روح الإبداع الاستثنائي الذي حققته ولا سيما انها تحدت الإعاقة البصرية بقلب تشع منه علامات القلب المبصر الذي نتمنى من المولى عز شأنه أن يحفظه وأن يثبتها على حسن طاعتها وأن يكون هذا الإنجاز في ميزان عمل أسرتها الكريمة.
أكثر ما أثارني وأسقط الدمعة من عينٍ تبحث عن النظر في نماذج طيبة من وطني الكويت، أدام الله عزه ورفع من شأنه، ردة فعلها بعد إعلان النتيجة، فهي لم تصرخ مبتهجة بهذا الإنجاز ولم تفكر أن تحتضن والديها، بل طلبت أن يفسح لها المجال لتسجد لله شكراً على توفيقه لها، وإنه لموقف ما زال ماثلا أمامي وأنا أكتب هذا المقال الذي أخص فيه كل قلب به ذرة من حنان/عطف مغلف بالحس الوطني لعل، وعسى أن يتحرك ويبادر في تكريم ابنتنا جوري العازمي.
ورغم انني لا أعرف جوري ولا والدها ولا أمها، لكنها أولاً وأخيراً ابنة الكويت، ولو كان غيرها قد فاز بالجائزة، لما ترددت في الكتابة عنه او عنها، ولذلك بات لزاما علينا تكريمها بحفل يليق بمقام إنجازها الذي حصده قلبها المبصر... والله المستعان.
تعليقات