«لكل زمان دولة ورجال».. صلاح الساير يتحدث عن تطور الأمم
زاوية الكتابكتب مايو 9, 2016, 11:38 م 605 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- الدولة والسم الناقع
صلاح الساير
لو أن هاتفك الذكي تمنّع عن التحديث updating لفقد ذكاءه ومميزاته النافعة، وأصبح عبئا عليك، فالتحديث سر الديمومة والاستمرار، ولنا في الديناصور عبرة بالغة، فقد انقرض ذلك الكائن العظيم بسبب فشله في التأقلم مع المتغيرات البيئية حسب احدى الفرضيات العلمية، وما ينطبق على الهواتف الذكية والديناصورات يجري على الأفراد والدول، فإما التحديث والعصرنة أو الزوال والانقراض، وذلك ما ادركته الدول المتقدمة في سباقها مع العصر.
****
الأفكار والقوانين تتبدل، والنظريات تتطور، وسلوك الأفراد والجماعات والدول يتغير، وما هو مطلوب اليوم قد لا يكون كذلك في الغد. ففي قديم الأزمنة كان الغزو وسلب الآخرين فروسية ومفخرة يتسابق الرجال على المشاركة فيها، أما اليوم فإنها عار وشنار وسرقة يعاقب عليها القانون وتعرّض المشاركين فيها إلى الهلاك. ومن البديهي القول ان زمن الغوص يختلف عن زمن النفط الذي يختلف عما بعد النفط، ولكل زمان دولة ورجال.
***
نعم «لكل زمان دولة ورجال» فالرجال بشر زائلون غير خالدين، وكذلك الدول والممالك مجموعة أنظمة وقوانين ومؤسسات تتغير وتتبدل ويعاد هيكلتها على نحو يواكب العصر ومعطيات المرحلة الراهنة، وإلا تعرضت الدولة لمصير الديناصور. وقد أثبتت تجارب الأمم ان الدولة التي تبادر إلى التغيير والاستجابة لمقتضيات العصر في وقت قوتها ومنعتها فإنها تحصن ذاتها الوطنية، اما البقاء على «طمام المرحوم») فإنه سم ناقع.. الله يكفينا الشر.
تعليقات