طارق الدرباس يروي تجربته مع اللاجئين السوريين في الأردن

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0

طارق الدرباس

الأنباء

هندس- بأي ذنب قتلت؟

طارق الدرباس

 

شاهدت المأساة في عيون اللاجئين السوريين في الأردن، قصدتهم في زيارة خاصة ولامست انتظارهم للفرج حتى يعودوا إلى وطنهم سالمين، ورأيت المصابين في المستشفيات، وماذا فعل بهم هذا النظام الوحشي من أبشع وسائل التعذيب.

ومن مشاهداتي الخاصة أحد المصابين، قام جيش النظام بسكب الاسيد على جسده ومن ثم شق ظهره وبطنه بالموسى وسكب ماء خل على جسمه. وكان القهر يملأ قلب ذلك المصاب حتى انه لا يستطيع الحديث عما لاقاه من تعذيب لا يستطيع ذكره. ومن المشاهد التي يقشعر لها الجسد مصاب آخر قطعت رجله بقذيفة، ويقول لي: أسأل الله ان تكون رجلي قد سبقتني إلى الجنة وعسى أن ألحق بها بإذن الله، وينتظر حتى يشفى ليعود ويستمر في الدفاع عن أرضه وأهله وعرضه.

مشاهد كثيرة مؤلمة شاهدتها عن قرب، وجميعنا شاهد مناظر القتل للأطفال والنساء، وشاهد الدمار والقصف على الشعب السوري الأعزل في حلب، بل ورأينا كيف اتشحت وسائل التواصل الاجتماعي باللون الأحمر تعبيرا عن دعمها للشعب السوري والمجازر التي يواجهها من هذا النظام المجرم.

في عيون السوريين استذكرت ما قرأت عن الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وكيف كان للمواقف الرسمية للدول الخليجية والعربية الأثر النفسي الكبير الداعم لجميع الكويتيين، وكيف كان وقوف أهل الخليج في استضافة أهل الكويت في بيوتهم ومدارسهم وانا منهم، وما لها من دور في تخفيف لحالة القلق لأهلنا.

كما استذكرت أيضا تلك المواقف اللينة والمتخاذلة من بعض الحكومات تجاه مأساة الكويتيين في فترة الغزو العراقي. ولعل الشعب السوري ينظر لبعض الدول المتخاذلة ذات نظرتنا للدول التي خذلتنا في فترة الغزو.

ولعل الأزمة السورية استمرت حتى اليوم إلى ما يقارب الخمس سنوات متتالية، كم كبير من القتلى، وعدد أكبر من المشردين للخارج، وجيل كامل لم يتعلم، وعدد من الأسر تشتت، ونساء ترملت، فعلا المأساة كبيرة جدا.

الشعب السوري بحاجة إلى تكاتف الدول العربية وتدخلها المباشر لحل هذه القضية بأسرع وقت ممكن حتى يعود الشعب إلى أرضه، ولتعود الحياة إلى مجاريها في الشام.

والشعب السوري أيضا بحاجة إلى أن نقف معهم كشعوب إسلامية وأن نستمر في الدعاء لهم بأن يفرج الله عنهم كربتهم، وأن نساهم بالتبرع لإغاثتهم لما يواجهونه من مصائب ومحن.

اسأل الله النصر لأهل الشام، وتحرير أرضهم، وتفريج كربتهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك