مشكلاتنا اليوم تفاقمت بسبب ارتقاء الجهلاء.. بوجهة نظر ضاري الشريدة
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2016, 11:45 م 670 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- أصلح الجذور لتصلح الأوراق
ضاري الشريدة
الأحداث القديمة في حياة الشعوب والتي تحولت إلى تاريخ يقرأ اليوم، هي أحداث صنفت ذاتها من حيث مجال وقيمة كل منها، ولكن من غير المجدي اليوم أن نتناولها فقط كقراءة واطلاع للتسلية وإضاعة الوقت أو للاحتفاظ بها في أذهاننا لنتباهى بها أمام الغير ونستعرضها كحصيلة معلومات متى استدعت الحاجة لذلك!
قبل أيام مرت علينا ذكرى الإسراء والمعراج، وقضيناها او معظمنا، كيوم إجازة لا يختلف كثيرا عن غيره من أيام الإجازات والعطل التي ننتظرها بفارغ الصبر، مكتفين بالقليل من المعلومات التي علقت في عقولنا منذ كنا صغارا وعلى مقاعد المدرسة حول هذه الذكرى... لكن لا بد أن نستلهم شيئا يسيرا من رحلة الإسراء والمعراج، لعل في ذلك منفعة لنا اليوم، فضلا عن الأهمية الدينية وضرورة الإيمان بهذا الأمر الذي خرق العادة وتجاوز حدود العقل البشري.
يصنّف ابن القيم في كتابه «مدارج السالكين» العلم، بثلاثة أنواع: علم اليقين وهو السماع عن أمر من دون رؤيته بالعين، وحق اليقين ويقصد به المعلومات المتواترة من بعض الثقاة، وعين اليقين الذي يعني أن ترى الشيء بنفسك. وبالتالي، فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يطلع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بنفسه على السماوات السبع والجنة والنار، حتى يتشكل لديه علم يمثل عين اليقين.
العديد من مشكلاتنا اليوم تفاقمت بسبب اقتحام بعض الجهلاء الذين لم يرتقوا أو يصلوا إلى أي مرتبة من مراتب العلم التي ذكرتها آنفا، مثيرين بذلك الفتن ومساهمين بقوة في تأجيج الصراعات التي باتت تعصف بنا من كل جانب، حتى وصل بعضنا إلى مرحلة لا يرى فيها سوى نفسه وجماعته في خانة الصواب، فيلغي الآخر ويعطي لنفسه الحق في استباحة كل ما يمكن من أجل إقصاء الخصم في الدين والمعتقد أو الفكر أو السياسة.
الفتن الطائفية والمشكلات السياسية في الوطن العربي إذا ما أرجعناها إلى أصولها، سنجدها عبارة عن أزمات أخلاقية وأزمات فكرية عميقة وخلل في فهم الدين، ومتى ما أصلحنا الجذور، حتما سينصلح الجذع والساق والأوراق.
الراي
تعليقات