تركي العازمي يكتب.. أهمية الإبداع الإجتماعي!
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2016, 11:44 م 519 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف
- أهمية الإبداع الاجتماعي!
د. تركي العازمي
استوقفني زميل في إحدى المناسبات بقوله «انطرني أبي أكلمك بموضوع»... انتظرت حتى أتى وجلس بالقرب مني... جلسة لم أتوقع مضمونها. يقول الزميل «قرأت ما كتبت في المقالات الثلاث الأخيرة... يا بو عبدالله لا تتعب نفسك ربعنا ما فيهم طب حتى وإن حصلت كارثة فلن يتغير سلوكهم لأننا نحن السبب» وأردف متسائلا: «هل اتصل عليك صاحب قرار»؟ لم يسألني أحد وكل ما تلقيت، لا يتجاوز عبارات إطراء وعتب من غياب ردود الأفعال من أصحاب القرار، حول ما يُكتب. أعتقد اننا بحاجة لاختراع من الشباب المخلص الواثق الخطى الأخلاقي المنهج ممن عايش الأحداث الأخيرة ولم تعجبه سلوكيات البعض وما شابها من انحراف وتسلق على ظهر الأحداث ممن تمسك بطرف «البشت» أو «النوط» بحثا عن «قيمة» وترك «شيم» الرجال.
الإبداع مهارة لا يمتلكها الكثير من أحبتنا٬ وأهميتها تكمن في بحث المبدع عن اختراع له قيمة مضافة، وأنا هنا أناشد الشباب المبدع أن يخترع وسيلة لرص الصف الاجتماعي الذي يؤدي إلى خلق فرص إصلاحية للممارسات الاجتماعية الخاطئة بما فيها السياسي والمؤسسي، فالشاهد ان الفساد قد بلغ حدا لا يطاق. لاحظ ما جاء في تقرير منظمة الشفافية العالمية لمكافحة الفساد 2016 والذي تضمن نتائج مسح/دراسة استقصائية عن عام 2015 حول الناس والفساد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تشير إلى أن 61 في المئة من الناس لديهم انطباع ان الفساد في ازدياد٬ و68 في المئة يقولون إن الحكومات فشلت في مكافحة الفساد وان أداءها سيئ في هذا الخصوص. وفي العودة إلى الابداع٬ فإن اختراع جهاز أو برنامج أو أي اختراع ما لم تكن له حاجة لدى الناس فلن تكون له فائدة... يعني اختراع «أي شيء» وإن حصل على براءة اختراع موثقة دوليا. المقصود بالإبداع الاجتماعي وأهميته لنا، يتمثل في مكافحة حالات الفساد المستشرية بين فئات المجتمع التي تجاوزت حد المقبول إلى حد الإسراف وكأنه «كفر بالنعم» والعياذ بالله، والغريب ان أبطاله في السابق كانوا غير كويتيين في الواجهة، والكويتي هو الضمير المستتر، أما الآن فأصبح على المكشوف والفاسد الكويتي معلوم وبعضهم صعب الاقتراب منه. البعض يقول «ما نبي فلوس» و«لا مانع من فرض ضرائب ووقف البدلات وزيادة الأسعار وأي تحرك مدروس تراه الحكومة مناسبا»... بس «على شرط» أن نرى تحركاً فعلياً لمكافحة الفساد وأن تعاد المبالغ التي استولى عليها كل فساد وأن يمنح كل مواطن خدمات تستحق التضحية والتنازل عن حال الرفاه التي يصفها البعض مع إيماني الكامل بأننا لم نشعر بالرفاه إطلاقا، فكل فلس يدفع للمواطن يذهب للزيادة في الأسعار.
على أي حال، نحن نحتاج إلى الإبداع لاختراع وسيلة تنتج لنا كتلة اجتماعية تؤمن بأهمية المواطنة الصالحة والحاجة الملحة لإيجاد تعديلات جذرية في طريقة تعاملنا مع الأحداث من منظور المسؤولية الاجتماعية التي وضح جليا انها من إرهاصات الماضي القريب! الإبداع الذي نريده أن يخرج لنا بوسيلة تأخذ بيدنا للخروج من التيه السياسي والاجتماعي والمؤسسي (الذي أراه أخلاقيا في المقام الأول) يعتبر عملا منظما لا يحمل نفساً فئوياً حيث يعتمد على الكفاءة والحس الوطني المنزه عن أي تأثير جانبي: فهل يستطيع أحبتنا التوصل إلى هذا الحلم المنتظر؟... الله المستعان.
تعليقات