تلاعب المسؤولين في الخريطة الاجتماعية بتجنيس عشرات الآلاف ووصلوهم إلى ثلث المجتمع حاليا أضعف الطبقة الواعية والمتحضرة من الشعب الكويتي وغلبت على أفكاره الردة عن قبول الديمقراطية .. وجهة نظر عبدالله خلف
زاوية الكتابكتب ديسمبر 19, 2008, منتصف الليل 968 مشاهدات 0
هل تتقبل شعوبنا الديموقراطية؟؟
عبدالله خلف
كنا نسمع من مسؤولين في دول عربية ان الديموقراطية لا تغرس الا في مواطن الحضارة، وشعوبنا لا تستحق ذلك وتعتبره تخلياً من الحكومة عن هيبتها وقوتها فيتخذ هؤلاء المساجد ودور العلم والصحافة ومجلس الامة ابواقا للرفض والمعارك الصاخبة..
الكويت تلقت الديموقراطية بقبول حسن حتى اخذنا نعتقد ان تأثير قبولنا للديموقراطية سيشيعها في دول مجاورة ونكون نحن مصدرين لها بإعلامنا..
حتى جاء الوقت لنجد ان الشعب الكويتي قد غلبت عليه افكار الردة عن قبول الديموقراطية، واحتوت البلاد على عدد فائض من الصحف لا تملك قوة الانضباطية بل تشجع الفتنة في البلاد.. وبلد تعداده مائة مليون نسمة لا يملك هذا العدد من الصحف..
بقيت الكويت متقبلة للديموقراطية الى ان تلاعب مسؤولون في الخريطة الاجتماعية، فجنّس هؤلاء عشرات الآلاف وتضاعفوا الى ما يقارب عددهم ثلث المجتمع هذا التلاعب بالخريطة الاجتماعية اراد به مسؤولون اضعاف الطبقة الواعية المتحضرة لتكون الغلبة للوجوه الجديدة.. هذه الفئة التي تلاعبت بالخريطة تسلطت كالمخلوق الذي حاول عالم المختبر الفيزيائي ترويضه حتى صار وحشا كاسرا حطم الاقفاص ثم الاسوار وعاث فسادا في المدينة حتى هدد بزوالها..
عندها صارت البلاد غير قادرة على احتواء الديموقراطية فصارت ثوبا فضفاضا يسحب في الارض وراء لابسه، الشعوب التي تقبلت الديموقراطية وهضمتها اخذت تعمل وتنتج صناعاتها وزراعاتها.. الدول العربية، خاصة الانقلابية منها فهمت الديموقراطية بالالتصاق في الارض وعدم الحركة والجلوس على قارعة الطرق في المقاهي وفهمت الديموقراطية ان الدولة تنفق على العاطلين دون حاجتهم للعمل.. ولا يريدون دفع ضرائب لتقوم الدولة بخدمتهم..
شعوب عربية كثيرة تنام النهار وتسهر في الليل في المقاهي ودور اللهو.. والذي كان يغلق افواههم السياط الاستعمارية الاسلامية ثم الاجنبية، المتسلطون من الحكام والطغاة كانت تقدم لهم ولاءات الطاعة ويخضعون لهم بجناح الذل والهوان، اما الديموقراطية فمفهومها ان الحكومة قبلت ان تمنحها للشعب لضعفها وخنوعها.
الصورة المشوهة للخريطة الاجتماعية معناها التهافت على سرقة اموال الدولة في اجهزة الدولة، وقبول الرشوة علنا..
الايام التي اخذت الشعوب تترحمها قبل الانقلابات التي اطلقوا عليها زورا بالثورات كانت تحت حكم المستعمر وكانت الشعوب خاضعة للبطش والظلم وعمل الفلاح بالسخرة وكانت للمستعمر في البلاد العربية الكبرى سجون وشرطة وجيش..
وجاء عهد الانقلابات ليفهم المواطن انه لا عمل في الديموقراطية.. وجاء الاصلاح الزراعي الذي هجر فيه المزارع الارض والمصانع المتعثرة وجلبت اليد العاملة من الخارج ليبقى المواطن بلا عمل.
ظهر مصلحون ينتقدون شعوبهم كالدكتور علي الوردي في العراق ورجال الاصلاح الفكري والثقافي في مصر في بدايات القرن العشرين وهكذا ظهر المصلحون للفكر العربي في بلاد الشام الكبرى..
ثم سادت ثقافة البطالة المقنعة.. لا يحترم المدرس بمفهوم الديموقراطية المنحرفة ولا يحترم الضابط ولا رجل الشرطة.. ولا يحترم الموظف في اجهزة الدولة.. وكثرت مواقع السرقات..
هل ذلك بسبب خروج المستعمر مبكرا قبل ان تعي الشعوب مفهوم الديموقراطية.. اين الخلل في امة تتراجع عن الحضارة منذ سبعة قرون لترى كل فئة الكفر كله في الفئة الاخرى ولا تجد الاصلاح الفكري عند أي طرف وتراجع كل شيء.
تعليقات