كارثة بيئية تنتظر الكويت

محليات وبرلمان

تهديدات إنهيار سد الموصل ستصل مداها إلى مياه البلاد

4358 مشاهدات 0


يبدو ان الجهات المعنية بالبيئة لدى البلاد لم تستفد من تجاربها السابقة في مواجهة الكوارث البيئية المحتملة وضرورة التحرك قبل حدوثها، حيث غالبا ما تنتظر تلك الجهات وقوع الكارثة حتى تبدأ التفكير بمواجهة التداعيات بعد ان تكون المشكة قد تفاقمت وتطورت الى ازمة يصعب تطويقها، وكارثتا نفوق الاسماك عام 2001 ومحطة مشرف اخيرا، شاهدتان على غياب عنصر التنبؤ بالكوارث البيئية قبل وقوعها وغياب الاجراءات الاحترازية معه.
اليوم، وبعد ان قرعت تقارير اميركية حديثة جرس الانذار جراء احتمال انهيار سد الموصل بمخزونه المائي البالغ 12 مليار متر مكعب، والذي قد يؤدي انهياره الى وقوع كارثة بيئية ستضرب العراق وتمتد اثارها الخطيرة لتشمل مياه الخليج العربي وبيئة الكويت البحرية على وجه الخصوص، نجد غياب الدراسات والبيانات المتعلقة بهذه المشكلة، والاخطر انعدام التنسيق وبحث اجراءات الطوارئ في حال حدوث الانهيار.
ويؤكد باحثون كويتيون خطورة ماستحملة مياه السد من ملوثات خطرة في حال انهياره، تشمل التربة الملوثة بمواد ناتجة عن الحروب، ومواد كيماوية ومشعة، اضافة الى ملوثات الاهوار المجففة والانسكابات النفطية، مطالبين بانشاء مركز خاص بالازمات البيئية المتوقعة يضم كل الجهات وتكون مهمته التنبؤ بالكوارث ووضع الخطط الناجعة لمواجهتها.
القبس رصدت آراء المتخصصين بشأن المخاطر المتوقعة لانهيار سد الموصل على البيئة الكويتية، وابرز الاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهتها.
حيث حذر الاستاذ في هندسة السواحل والمحيطات بجامعة الكويت د.محمد الخالدي من التداعيات البيئية الخطرة التي قد تواجه البلاد في حال تعرض انهيار سد الموصل العراقي، مضيفا ان مياه السد بكمياتها الهائلة ستجرف بطريقها ملوثات خطرة ستصب كلها في مياه الخليج العربي شمال الكويت، وبين ان ابرز الملوثات المحتملة تشمل تربة ملوثة بمواد خطرة ناتجة عن الحروب، ومواد كيماوية ومشعة استخدمت خلال التسعينات، يضاف الى ذلك ملوثات الاهوار المجففة والانسكابات النفطية.

غياب التنسيق
واضاف الخالدي: ان الملوثات المذكورة آنفا ستحدث ضررا بالغا على البيئة الحيوية لجون الكويت، حيث ستتضاعف الملوثات المترسبة نتيجة حركة دورة المياه البطيئة جداً في الجون، وبالتالي وقوع آثار سلبية على الكائنات البحرية وصحة الانسان، مشيرا الى ان مشكلة الجهات المعنية بالبيئة لدى البلاد تكمن في غياب التنسيق والتعاون لرصد الكوارث قبل حدوثها وعمل تقييم وبمتابعة للوضع البيئي، ما يجعل الرؤية بالنسبة لمتخذي القرار غير واضحة ويصعب عليهم اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

تدابير وقائية
وطالب الخالدي بضرورة اتخاذ التدابير والاجراءات الوقائية للتنبؤ بالكوارث قبل وقوعها، من خلال تثبيت اجهزة دائمة لقياس جودة المياه واخذ عينات دورية من التربة كخطوات احترازية للطوارئ وعدم الانتظار حتى وقوع الكارثة، مضيفاً قد لا تتمكن الجهات المعنية في العراق من منع انهيار السد، لكن يمكننا في الكويت التقليل من مخاطر انهياره من خلال تشكيل مركز للازمات البيئية يجمع كل الجهات الحكومية و الاهلية والخاصة، واتخاذ الاجراءات اللازمة.
غياب البيانات
من جهته اعلن الباحث في مركز البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للابحاث العلمية د.عبدالنبي الغضبان عن عدم امتلاك المعهد لاي بيانات او دراسات فعلية تناقش مخاطر احتمالية انهيار سد الموصل وآثاره على البيئة البحرية للخليج العربي، مبيناً ان المعوقات السياسية والرسمية تزيد من صعوبة التواصل مع الجهات المتخصصة بهذا الشأن في العراق، وأشار الى ان كميات المياه المحجوزة في السد والمسافة الفاصلة بين الموصل والكويت، إضافة الى وجود ملوثات عضوية وغير عضوية مترسبة في اهوار العراق المجففة، كلها تعتبر مقاييس للمخاطر البيئية المحتملة، مستبعدا اي مخاطر على البيئة الكويتية في حال انهيار السد .
مؤشر إيجابي
ذكرت استاذة جيولوجيا المياه بجامعة الكويت د.فوزية الرويح ان وصول مياه السد الى شمال الكويت احتمالية ضعيفة، موضحة الانهيار ان حدث فانه مياهه العذبة ستخفف من ملوحة مياه الخليج، ما ينعكس ايجابياً على نوعية الأحياء النباتية والحيوانية فيه، مؤكدة ان مياه السد العذبة تساعد ايضا على خصوبة التربة وازدهار الزراعة فيها وهذا يعد مؤشراً ايجابياً.

الآن - القبس

تعليقات

اكتب تعليقك