'الإيسيسكو': إساءة وسائل الإعلام الغربية إلى الإسلام تتعارض مع قواعد القانون الدولي
عربي و دوليإبريل 27, 2016, 6:08 م 571 مشاهدات 0
أكد الأمين العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 'إيسيسكو' عثمان التويجري، 'أن إساءة وسائل الإعلام الغربية إلى الإسلام تحمل في طياتها كثيراً من المخالفات القانونية التي تتعارض كلية مع قواعد القانون الدولي'.
ودعا التويجري في مقدمة كتاب صدر اليوم عن 'الايسيسكو'، بعنوان: 'المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي'، إلى 'ضرورة وضع آليات قانونية دولية ملزمة، يتم بموجبها احترام الأديان'.
وقال: 'إن هذه الدراسة توضح أن الحق في الحرية الدينية يعج من القواعد الثابتة في القانون الدولي، بحيث لا ينبغي الاتفاق على ما يخالفه، وتؤكد ضرورة وضع آليات قانونية دولية ملزمة، يتم بموجبها احترام الأديان في ظل الواقع الدولي الحالي الذي يشهد توظيفاً متنامياً لوسائل الإعلام من أجل نشر الكراهية الدينية والعنصرية، وتبين أن إساءة وسائل الإعلام الغربية إلى الإسلام تحمل في طياتها كثيراً من المخالفات القانونية التي تتعارض كلية مع قواعد القانون الدولي، وذلك من خلال استعراض سلسلة من القواعد القانونية، سواء المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، أو في الإعلانات والقرارات الدولية، وفي بعض الاجتهادات القضائية'، على حد تعبيره.
هذا وصدر ضمن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 'إيسيسكو' كتاب باللغة العربية بعنوان: (المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي)، من تأليف الدكتور علي كريمي، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ويشتمل الكتاب الذي يقع في 123 صفحة من القطع المتوسط، على ثلاثة فصول، تطرق في الأول للمرجعية القانونية لحماية الحرية الدينية وآلياتها: الإساءة للإسلام نموذجاً.
وناقش في الفصل الثاني حرية الرأي والتعبير بين مبدإ التسامح واحترام الديانات وحقوق الأقليات المسلمة، وخصص في الفصل الثالث لموضوع الخطابات العنصرية بين الحرية الدينية وحرية التعبير: نحو قانون منع الإساءة إلى الأديان.
والكتاب في الأصل دراسة اعتمدها المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد في مدينة مسقط، عاصمة سلطنة عمان في شهر (نوفمبر) 2015.
ويعتبر كتاب 'المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي'، واحدة من المبادرات التي تعمل عليها 'الايسيسكو'، التي يوجد مقرها الرئيس في العاصمة المغربية الرباط، في سياق تصحيح الصورة النمطية للإسلام في الغرب.
ويرى تقرير سابق أعدته 'الإذاعة الالمانية الناطقة بالعربية'، أن دور 'الإيسيسكو شهد تحولا جذريا بعد الأحداث الإرهابية لـ11 (سبتمبر) 2001 بنيويورك، وما تلا ذلك من إشكاليات فيما يتعلق بعلاقة الإسلام والمسلمين بالعنف'.
وأضاف: 'تعمل المنظمة منذ هذا التاريخ على تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام والحضارة الإسلامية في الإعلام من خلال بلورة التصورات الأكاديمية والمنهجية واقتراح الآليات التنفيذية والبرامج الميدانية لإبراز حقيقة الإسلام'.
وينقل التقرير عن رئيس قسم الإعلام في 'الايسيسكو' المحجوب بنسعيد، تأكيده أنه وفي مواجهة الصور النمطية التي تروج لها بعض وسائل الاعلام والتي قال بأنها 'لا تنطلق دائما من دوافع تشويه الآخر والاساءة إليه'، قامت 'الايسيسكو بتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال، في خدمة وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام والحضارة الإسلامية وتقديم صور بديلة'.
وأشار التقرير إلى الندوة الدولية التي عقدتها 'الإيسيسكو' في مدينة 'ليل' بفرنسا سنة 2010 حول موضوع 'الإسلام والإعلام في أوروبا وسبل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا'، بمشاركة نخبة من الخبراء في مجالات الإعلام والاتصال، والقانون.
كما نوه بـ 'اقتراح المنظمة تطوير مناهج التعليم العالي لتدريس الحضارة الإسلامية في المؤسسات الجامعية الغربية، والارتقاء ببرامج التكوين في معاهد الصحافة والإعلام الغربية لتدريس وحدات تكوينية تقدم الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، وإنشاء كراسي الإيسيسكو في عدد من الجامعات الغربية'، وفق ذات المصدر.
يذكر أن 'المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة' أو 'الإيسيسكو'، هي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وتعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية.
تأسست 'الإيسيسكو' بموجب قرار صادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة في 28 (يناير) 1981.
وتعمل المنظمة على تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات وتطويرها، في إطار المرجعية الحضارية للعالم الإسلامي، وفي ضوء القيم والمثل الإنسانية الإسلامية.
وتسعى المنظمة لتدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
كما تعمل للتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان، وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.
تعليقات