رقم قياسي في الفساد !
زاوية الكتابزايد الزيد: حرائق الشدادية سيكتبها التاريخ وتسجلها موسوعة غينيس
كتب إبريل 21, 2016, 11:49 م 3055 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة- رقم قياسي في الفساد!
زايد الزيد
سيكتب التاريخ الحديث ان الكويت هي الدولة الوحيدة التي لديها مشروع تتحدث عنه منذ ثمانينيات القرن الماضي ولم ينجز حتى اليوم، وستكتب موسوعة غينيس ان الكويت حققت انجازا «فاسدا» من نوعه يتمثل بوجود ما لا يقل عن خمسة حوادث حرائق لمشروع واحد على مدى ثلاثة اعوام فقط من دون معرفة الجاني او الجناة حتى اليوم، ولا غرابة ولا عجب في ذلك، فالكويت مازالت بلاد الفساد بلا مفسدين، فهي لم تشهد وجود فاسد واحد معتد على المال العام خلف القضبان، واليوم يتجدد هذا المسلسل طويل الأمد لحرائق جامعة الشدادية للعام الثالث على التوالي من دون معرفة المتسبب.
وهذا الحريق وهو الخامس للعام الثالث على التوالي في مشروع ضخم كجامعة الشدادية يضع العديد من الجهات الحكومية في دائرة الاتهامات، اما لتقاعسها عن محاسبة المتسبب او عدم قيامها بفتح تحقيق جاد بعكس ما تدعيه بعد كل حادثة، او ان هناك امرا في الخفاء لمصلحة طرف ما، اسباب مجتمعة تحتاج للشفافية من جهات حكومية كجامعة الكويت والوزير المسؤول عنها وادارة الاطفاء ومجلس الوزراء المسؤول عن ادارة الدولة، فأين هي نتائج لجان التحقيق؟ وما هي مضامينها؟ ومن هو المتقاعس؟ ومن هم المتهمون في هذه الحرائق؟ اسئلة اجزم جزم اليقين انه لا اجوبة عنها لدى اي من تلك الجهات، لذلك من حق الشباب الكويتي الذين اشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بالتعليق على مسلسل الحرائق الكريه هذا، من حقهم ان يتساءلوا باستغراب: كيف تمكنت اجهزة الدولة من القبض على مرتكبي قضايا تافهة كرسم وجوه شخصيات على محولات الكهرباء وأسوار المدارس بسرعة قياسية ولم تتمكن على مدى ثلاث سنوات من القبض على الجناة المتسببين في خمسة حرائق لمشروع مهم كالجامعة؟
والحقيقة، ان هذه القضية- الحرائق المتكررة بموقع جامعة الشدادية- تمثل مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. في ظل غياب تام للحقيقة التي يريد ان يعرفها الشعب من الحكومة بكل شفافية، ولكن لا فائدة ولا طائل من تلك المطالبات في ظل غياب المحاسبة عن قضايا اخرى، فلذلك باتت قضية الحرائق المتكررة لموقع الشدادية مادة دسمة شعبياً للسخرية من هذه الحوادث والتعامل الحكومي معها، وما جاءت هذا السخرية شعبياً إلا معرفةً لواقع تعيس نعيشه بقيادة حكومتنا.
تعليقات