المشهد الكويتي مليئ بالفساد الإداري.. بوجهة نظر مناور الراجحي
زاوية الكتابكتب إبريل 20, 2016, 11:56 م 702 مشاهدات 0
الراي
أرجوحة- بين الفساد... والطائفية
د. مناور بيان الراجحي
بنظرة عابرة - لا تحتاج الى التوقف او التفلسف او التروي - ترى أن المشهد الكويتي، مليئ بالفساد الاداري مماثل للذي أثقل مصر، ومشحون بالطائفية، التي أثقلت كاهل لبنان، والخوف كله ان نصل الى نقاط التلاقي التي تنذر بالعديد من العواقب الوخيمة...
وبعيداً عن العواطف والمشاعر والكلمات التي يتشدق بها البعض - وهي خالية من اي معنى - ان الديرة بخير وأهل الكويت بخير، دعونا نتوقف ونتكلم بصدق، فمن منّا لا يلاحظ الفساد الإداري الذي يملأ اركان الصحف والمجلات والاخبار؟ من منّا لا يلمس التعاملات الإدارية الابتزازية الفاسدة في مختلف المصالح الحكومية، الا من رحم ربي؟ من منا لا يفطن الى المحسوبيات والرشاوى والمصالح التي تملأ المناقصات والتعاملات الإدارية في الجهاز الحكومي للدولة؟ والأخطر من ذلك اننا اصبحنا نتعامل على ان الوضع طبيعي، وان هذا هو الحال الذي يجب ان نتقبله ونعمل من خلاله الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً.
في الجهة المقابلة، نرى نار الفتنة مدفونة تحت رماد الوضع الحالي، ومع كل أزمة نرى الأصوات الطائفية تعلو من كل حدب وصوب، وكأننا لا نتعلم من تجارب الدول الشقيقة المجاورة، وكأن نار الفتنة لا تريد ان تنطفئ، وكأن العديد من أصحاب الابواق الرنانة والنعرات الوطنية الكاذبة لا سبيل لهم بالرزق واكل العيش الا من خلال اثارة الفتن واللعب على احبال الطائفية... فللمرة الاولى نجد ممثلين ومدافعين عن أنظمة الدول المجاورة ونرى من يردون عليهم، وكأننا كتب علينا ان نعيد صراعات الدول المجاورة على ارض الكويت، وان نعيد الانقسام حولها ما بين اليمين المتشدد واليسار المتطرف، وكأننا لم نكتف بالمشكلات الداخلية فرحنا نبحث عن صراعات الدول المجاورة وننقلها الى الداخل ونختلف ونتصارع ونتبادل الاتهامات حولها، الى ان تأتي الرياح وتزيل الرماد من فوق النيران، وساعتها فالنيران لن تدع احداً ولن تفرق بين احد، وستأكلنا قبل ان تأكل بعضها، وساعتها فالله وحده هو الستار.
لقد استعنت بالمشهد المصري لخوفي الشديد من الفساد الإداري الذي يثقل كاهل مصر ويمنعها من التقدم والتطور وتحقيق الإنجاز الذي تستحقه، مع ملاحظتنا جميعاً لانتشار العديد من مظاهر المحسوبية والمحاباة والوساطة والرشوة في مختلف الاجهزة الإدارية ما ينذر بالخطر الشديد إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وفي الجهة المقابلة، استعنت بالمشهد اللبناني لخوفي الشديد من اثارة الفتن الطائفية وقدرتها على تفتيت روابط المجتمع وتفكيك مواطن القوة والتماسك بين اجزائه، مع خوفي الشديد من ازدياد النبرة الطائفية في الكويت، وتحويل البعض للعديد من الاحداث والمواقف الداخلية الى ساحة للتراشق والصراع الطائفي وتبادل الاتهامات، ولا جديد سوى المزيد من التعثر والمشكلات التي تثقل كاهل الكويت وتمنعها من التقدم وتحقيق الريادة والمكانة التي تستحقها.
اما عن الأسباب الحقيقة التي تجعلنا ندور في غيابات الفتن الطائفية، ونتعثر في مسارات الفساد الإداري ليل نهار، فأعتقد ان السبب الحقيقي وراء ذلك هو غياب الرؤية والهدف الوطني الذي يعمل على استثمار القدرات البشرية الكويتية ويعمل على تحقيق طموحات وتطلعات الشعب الكويتي، وهذا هو موضوع مقالنا التالي بمشيئة الله تعالى - ان كان في العمر بقية - وما دام للقلب هوية وللعقل قضية، فاحذروا من نيران الفتنة وابتعدوا عن انفاق الفساد، والله من وراء القصد.
سؤال محير جداً: أين نحن سايرون؟
تعليقات