سالم السبيعي يكتب عن مخطط إسرائيل لوقف بناء ' جسر الخير'

زاوية الكتاب

كتب 295 مشاهدات 0

سالم السبيعي

الأنباء

لمن يهمه الأمر- جسر السعودية ومصر.. وإسرائيل تعلن الحرب

سالم السبيعي

 

إن القلب ليحزن لما يرى ويسمع ما تبثه بعض قنوات الإعلام الخاصة في مصر من برامج تبتغي مصالح أنانية وانتشارا لحظيا زائفا، وتحاول أن تخدعنا نحن العرب بأن هذا هو رأي الشعب المصري، لا يا سادة معرفتنا ومحبتنا لمصر وشعبها سُقِيناه شرابا سائغا منذ الصغر، ورتلناه آيات كريمة من كلام رب رحيم (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).

تلك هي مصر المحروسة بعين الله التي لا تنام فيسخر الله لقيادتها القوي الأمين ومن خلفه رجال لا يخشون في الحق لومة لائم صدقوا ما عاهدوا الله عليه لذلك لا تخشوا على مصر من كيد الكائدين.

تلاقت مصالح شعوب قارة آسيا ويمثلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية مع مصالح شعوب أفريقيا ويمثلها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في ربط القارتين بجسر يبث الخير ويصل الأرحام ويقرب المسافات، مثلما قربت قناة السويس المسافات لقارة أوروبا وفتحت أبواب رزق للكثير (لكنها قطعت التواصل البري بين القارتين آسيا وأفريقيا) بل فصلت سيناء عن مصر إن مشروع هذا الجسر هو مشروع إنساني أولا ثم اقتصادي واجتماعي وعسكري، سواء يبنى على ارض سعودية أو أرض مصرية سيان، ما يهمنا كبشر هو وجوده مبنيا وجاهزا للعبور عليه، أما قصة اختلاف ملكية الجزيرتين فهي حيلة وخبث أطلقتها إسرائيل لتمنع إقامة هذا الجسر الذي سينتفع به كل العرب، حيث يربط الجناح العربي الآسيوي بالجناح العربي الأفريقي وستنشأ مدن جديدة حوله، كذلك سيكون هذا الجسر بوابة مراقبة لميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني فكل البواخر تمر أسفله، إن أول ردة فعل إسرائيلية هي اعتباره بمنزلة إعلان حالة حرب ضد إسرائيل، وبدأت إسرائيل بالاستعداد للحرب، وطبعا «المخ» الصهيوني يختلف! فأول رصاصة في حربهم هي «الخبث والخبائث» هي زرع الفتنة وبث التفرقة والتشكيك بالحقائق والمسلمات وغسيل المخ ثم الاغتيالات، لذلك أناشد كل العرب ان ينتبهوا ولا يصبحوا وقودا للفتنة التي أشعلتها إسرائيل (التشكيك في تبعية الجزيرتين) إن شعب مصر مر بهذه التجربة واستفاد منها، فمنذ اغتصاب فلسطين وإسرائيل تقنع العالم بان العرب لا يعقلون ولا يعرفون لغة الحوار ونحن نؤكد ادعاءها بتصرفاتنا الى ان فقدنا ما تبقى من فلسطين والجولان السورية وسيناء المصرية، لكن قيض الله لمصر ابنا بارا أثبت للعالم ان العربي فارس مغوار وفارس في الحوار، فكانت حرب اكتوبر التي أشفت نفوس الكثير من العرب واستشهد فيها الكثير من المصريين، أما مفاوضات كامب ديفيد فأعادت كل سيناء وحفظت كل الدماء.

إسرائيل فوجئت بفكر السادات وشجاعته، وكأنه يقرأ نواياها، فأخذت تعرقل المفاوضات، وتعقد الأمور، لكنها وجدت أمامها مفاوضا مصريا يفك كل العقد ويعري أكاذيبها أمام العالم، فلما عجزت عن مقارعته، كشفت عن نابها المسموم وبدأت تبث الفتن والتشكيك ضد السادات، وكانت أقواها أن طعن رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن في شرعية السادات كرئيس وانه لم يأت بإرادة شعبية بل كان نائبا لرئيس ثم رئيسا، فعاد السادات لمصر وأنشأ الحزب الوطني الذي فاز بأغلبية مجلس الشعب ثم انتخب السادات رئيسا بإرادة شعبية وعاد يفاوض إسرائيل، لم تعترف إسرائيل بفشلها في التفاوض فجعلت من فندق مساحته 1000م2 في مدينة طابا المصرية مشكلة وادعت ان الفندق بأرض إسرائيلية، فرد السادات بيننا وبينكم المحكمة الدولية، لن نجعل هذه المشكلة تخسرنا ما توصلنا اليه بإعادة كل سيناء (ثلث مساحة مصر) بسبب كم متر نحن متأكدون من حقنا فيها، فتلقت إسرائيل صفعة اخرى من ذلك المفاوض العربي، لكن حقدها وبغضها جعلها تزيد في تركيز سمها حتى اغتالت السادات بأيدي أبنائه (تقول زوجته جيهان نصحته ان يرتدي القميص الواقي من الرصاص فرد عليها لا تخافي فأنا رايح لأبنائي أبناء القوات المسلحة) هذا سلاح الصهاينة يبدأ ببث الفتن ثم التشكيك لخلق الفوضى، وما اغتيال الملك فيصل من احد أبناء الاسرة (حين قال سأصلي بالقدس) وكذلك رفيق الحريري، المحرض واحد حتى لو تعدد المنفذون، ما أشبه اليوم بالبارحة فمن اغتال السادات كان خصما لرئاسة الجمهورية، ومن يبث الاشاعات والتشكيك في مشروع الجسر وفي ملكية الجزر هو من نفس حزب ذلك القاتل.

عادت طابا لمصر، والتزم الرئيس حسني مبارك بما تعهد به هو والسادات بأن اكتوبر آخر الحروب مع إسرائيل، وحين طرح موضوع الجسر أيام مبارك هددت إسرائيل بإعلان الحرب فتراجع الرئيس مبارك احتراما لتعهده واتفاق كامب ديفيد وحبا في الاستقرار، وليس لأمر آخر، لن أخوض في ملكية الجزيرتين فالحق لا يضيع، فمثلما عادت طابا لمصر بالقانون فالجزيرتان حق لصاحبهما وحقه محفوظ بالقانون، ودعوا ذلك لأهل القانون والسياسة، أما الجسر فتوكلوا على الله وأقيموه ليدعوا لكم كل مستفيد منه، مثلما ندعو لكم في جسر البحرين (فأما الزبدُ فيذهبُ جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض).

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك