داهم القحطاني يكتب - إضراب القطاع النفطي ومشروع بناء الدولة
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2016, 1:31 م 3214 مشاهدات 0
إضراب القطاع النفطي وهو الأكبر في تاريخ الكويت , أثبت أن أي إصلاح أو تغيير للواقع في الكويت يتطلب التوافق والمشاركة , وأن سياسة التفرد الحكومي والبرلماني في اتخاذ القرارات من دون الرجوع لمؤسسات المجتمع المدني والنقابات العمالية والمهنية حتما ستؤدي هذه السياسة لأزمات متكررة تؤذي الكويت وشعبها.
الإضراب سينتهي حتما إلى نجاح كامل أو نسبي للعمال فدروس التاريخ تعلمنا أن الشعب هو الثابت الوحيد في معادلة الوطن أما باقي مكونات هذه المعادلة من وزراء ونواب وتجار ومشايخ دين وقادة فكر ورأي وقادة مجتمع مدني فهم حتما زائلون , ولهذا يجب أن يتم التركيز على الشعب وجعله دائما الركيزة الأساسية وفيما عداه أقل أهمية .
هكذا تتعامل الدول المتحضرة فتجعل المصلحة العامة مقدمة على ما سواها , وتجعل الحقوق الأساسية للشعوب هي الأساس الذي لا يمكن المساس به , ولهذا وعلى سبيل المثال رأينا كيف يتصارع مرشحو الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية على أصوات الطبقة الوسطى كونها تمثل عموم الشعب .
ليس المطلوب للكويت الآن خطط تنموية أو خطط إصلاحية ولا حتى خطط لتطوير النظام السياسي فكل هذه القضايا على أهميتها لن تحقق أدنى نجاح ما لم يكن هناك مشروع مستمر لبناء الدولة بحيث تكون دولة تضم الجميع لا يسمح فيها لأي طرف بأن يطرح أنه أفضل من غيره وفقا لعرقه أو انتماءه , ولا تشعر فئة فيها بأنها أدنى من غيرها , دولة تسود فيها قيم المساواة والعدالة الاجتماعية .
مشروع بناء الدولة يجب أن يكون حاضرا في ذهن الجميع فهذا المشروع وحده من سيتصدى لمشاريع مصلحية عابرة تطرح من شخصيات سياسية ودينية وتجارية ومجتمعية لكي تتسيد هي المشهد وتظفر بالمغانم من المال العام على حساب الشعب .
بناء الدول مشروع يتوحد فيه ومن أجله الجميع وليس مباراة كرة قدم يسحق فيها فريق معين منافسيه ويفوز بالكأس لوحده ويترك الآخرين يتجرعون الحسرة والويلات.
تعليقات