محمد العطوان يروي تجربته مع الغناء علي نفقة الدولة!
زاوية الكتابكتب إبريل 15, 2016, 11:55 م 1216 مشاهدات 0
الراي
خواطر صعلوك- الغناء على نفقة الدولة!
محمد ناصر العطوان
استوقفني رجل بدا على هيئته أنه خرج للتو من السجن، وكان الشرر يتطاير من عينيه والنار تخرج من فمه ثم قال لي «هل قرأت الصفحة الأولى من جريدة (الراي) و هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام؟»
بصراحة عزيزي القارئ انتابني شعور بالخوف، وقلت في نفسي يبدو أنني سأغرق في همومي كمواطن وسأغرق في دمي كضحية، وبأن الخبر المكتوب في الصفحة الأولى سيجعل اسمي مكتوباً في الصفحة الأخيرة، ولكن ليس مع المقالات بل مع الوفيات.
ثم استجمعت قواي وقلت له بصوت أقرب للهمس والاحترام المبالغ فيه ( أي خبر طال عمرك؟).
فقال لي (الكويت صرفت 42 مليار دولار على دول العالم).
فقلت له، في محاولة مني لكي أبدو محايدا ولا أعبر عن وجهة نظري (وما هو رأيك سيادتك في هذا الخبر؟) عندها أخذ الرجل وضعية أخرى تشبه كثيراً ما يقوم به مذيعو القنوات الفضائية ثم قال (لقد كنا نسمع دائماً أن مصر هي أم الدنيا، ولكن الجديد اليوم هو أن الكويت أصبحت أبوها، ألسنا أولى بهذه الأموال؟).
وفي محاولة ثانية مني لكي أبدو محايدا أيضاً قلت له (حسب تصريح وزارة الخارجية فإن هذا الدور الذي تقوم به الكويت هو دور إنمائي، ودور إنساني فريد يأتي ضمن إطار السياسة الخارجية منذ نشأتها، وقد كان أحد أهم الأسباب لمناصرة الكويت أثناء أزمة الاحتلال وقد كانت الكويت دائماً.....) وفجأة وقبل أن أكمل كلامي وضع الرجل يده على كتفي، ثم أخذ وضعية جديدة تشبه كثيراً وضعية الأب عندما يتحدث مع أبنائه، وقال (اسمع يا بني، نحن لا نمانع أن نقوم بدور تنموي وإنساني نحو العالم فهذا واجب ديني قبل أن يكون واجبا وطنيا، خصوصاً للدول الإسلامية والعربية، وأن نجعل من الكويت منارة للعمل الخيري، ولكن أيضاً علينا أن نعمل في خط متواز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية للداخل، فالكويت في عيون الآخرين شيء مهم،ولكن الكويت في عيون شبابها أهم، فكما تلاحظ فإن شعوب بعض المناطق المحيطة بنا أصبحت تتقيأ الدخان وتشرب الدم والسبب هو أن أوطانها قد هانت عليها في لحظة ما، لأنهم لم يجدوا ما يناضلون من أجله، فلا يعقل أن تقدم المساعدات للخارج بصورة ميسرة ومتطورة وتعطل المشاريع في الداخل بصورة قانونية وتشريعية، ولعلك قد شاهدت الرئيس الأميركي قد خرج علينا منذ فترة ليعلن لنا أن أميركا قررت أن تترك المنطقة لمصيرها، وهذا يعني أنه يتوجب علينا أن نقوم بتكتيك جديد للنهضة، فكما حفرنا البحر من قبل وأخرجنا اللؤلؤ، وكما حفرنا البر وأخرجنا الماء والنفط، فإنه ينبغي علينا أن نحفر في الوعي لكي نصدر للعالم صورة شبابنا الذي يمثل 72 في المئة من المجتمع، ولنجعل في الوقت نفسه هذا الشاب مرتبطا بالأرض أكثر من ارتباطه بالنقد، فمورد الكويت الأول الذي يمثل الوقاية والحماية لها الآن هو شبابها).
إلى هنا انتهى حواري مع هذا الرجل، والذي قال لي بعد أن أنهى كلامه (هل تعرف ما هو الخطر الحقيقي علينا؟ إنه وجه الشبه بين التصاريح التي تعدنا بالتنمية وبين القوانين التي تعدنا بالإصلاح!).
فوجه الشبه بين الاثنين هو أن كليهما نوع من الغناء على نفقة الدولة، والذي سيؤدي بالتأكيد إلى العلاج على نفقة المواطن.
ثم فجأة خرج الرجل عن وقاره وهيبته وأصبح يغني ويرقص في الشارع مبتعداً عني ومرددا (غنيلي شوية شوية غنيلي وخذ عينيه).
ولكي أبدو محايدا عزيزي القارئ حول هذا الموضوع ولا أعبر لك عن وجهة نظري في ما قاله هذا الرجل، فما هو رأيك أن أقول لك قصة قصيرة لا تعنيك البتة.
قصة قصيرة:
كان ملعبها رذائل الرجال، لذلك احترفت الإغواء، واعتادت أن تكون نسخة كربونية لمدربيها، وفي أول ليلة داخل القبر أيقنت أن عقدها قد انتهى من دون مباراة اعتزال تليق بها.
تعليقات