مجلس الأمة ليس له أنياب ! .. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 561 مشاهدات 0


الراي

مجلس ليس له أنياب!

د. وائل الحساوي

 

مازالت أذكر مدرس اللغة العربية في الثانوي الذي هدد الفصل في أول حصة حضرها بقوله: «أنا حبتدي أهزأ!!»، فخاف الجميع وسكتوا، ثم تشيطن بعض الطلاب كنوع من جس النبض للمدرس، لكنه لم يفعل لهم شيئاً، وإنما عاد إلى تكرار عبارته (أنا حبتدي أهزأ)، وبعد بضعة أيام أدرك الطلبة بأن هذا المدرس ما هو إلا نمر من ورق، وبدأوا يتندرون على عبارته ويعتبرونها نكتة، ويقولونها أمامه في الفصل وهو يضحك معهم!!

أعتقد بأن مجلسنا الموقر استطاع إضحاك الوزراء منه، لكثرة ما جرب التهديد بالاستجواب أو القيام بالاستجواب فعلياً، فقد أدرك كل وزير بأن هذا المجلس قد أجريت له عملية جراحية لخلع أنيابه فأصبح يصيح لكنه لا يجرؤ حتى على تقديم طلب بطرح الثقة من أي وزير مهما كانت أخطاء ذلك الوزير ومخالفاته!!

استجواب وزير التجارة قبل يومين كان قوياً ومفعماً بالأدلة القوية على مخالفات الوزير ، لا سيما في موضوع قسائم الصلبوخ التي حاول الوزير تبرير تخصيصها لبعض المتنفذين بالرغم من مخالفته للقوانين.

كذلك فقد فشل الوزير في تبرير إدارة صندوق المشروعات الصغيرة والذي لم يقم بتمويل مشروعات مهمة تدفع عجلة التنمية في البلد، بل وقد بينت الإحصائيات بأن 93 في المئة من المشاريع الممولة من الصندوق هي مشاريع غذائية وكأن البلد في مجاعة أو تنقصه مشاريع للغذاء!!

المستغرب في الاستجواب هو قول الوزير بأن الاستجواب قد جاء من «نيران صديقة» أي أن أطرافاً في وزارة التجارة هم من يقفون وراء الاستجواب ويهرّبون المعلومات التي استند إليها المستجوبان في استجوابهما، ومن الواضح بأن هنالك صراعاً قوياً يدور في أروقة الوزارة بين القيادات القديمة والجديدة، ولعل حجم الهجوم على الوزير من بعض الصحف الليبرالية بسبب تجميده لأسعار السلع يعطينا مؤشراً واضحاً بما يحصل بين الوزير وبين «علية القوم»، وكذلك بحجم الصراع المتأجج داخل الوزارة!!

المهم هو أن محاسبة الوزراء لم تعد ممكنة من خلال الاستجوابات، وأن التوصيات التي تتم كتابتها في نهاية كل استجواب ما هي إلا ذر للرماد في العيون!!

لقد أفرطت المعارضة سابقاً في تحويل الاستجوابات إلى أداة لطرد كل وزير لا يلتزم بما تريده، واليوم جاء دور التفريط في استخدام أداة الاستجواب وجعلها وحشاً من دون أنياب، وهكذا ينتظر الشعب بكل لهفة لانتهاء الفصل التشريعي الحالي لعل الله يرسل لنا مجلساً له أنياب تعض ولكن لا تفتك بالفريسة!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك