نعم نحن ضد التطبيع، ولكن الوقفات الاحتجاجية لا تكفي.. وليد الرجيب متحدثا عن القضية الفلسطينية
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2016, 12:14 ص 634 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة- نعم ضد التطبيع
وليد الرجيب
نعم، نحن ضد التطبيع أياً كان شكله ومبرراته، ونقف قلباً وقالباً مع الشعب الفلسطيني، والقضية العربية الأولى، ونحن مع حق تقرير المصير وعودة المهجرين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضيه.
ولكننا يجب أن نتأنى في تفسير التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يعني جعل العلاقة طبيعية معه، والتعامل معه رغم الجرائم والإرهاب والحصار الذي تمارسه إسرائيل ضد أهلنا في فلسطين، يجب التأني وعدم الانسياق الانفعالي مع سيكولوجية الجماهير، خاصة في وسائل التواصل التي كثيراً ما تكون مضللة، وغير مبنية على تحليل سياسي سليم، وهي بلا شك أداة ضاغطة ومؤثرة.
لقد دعت السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشعوب العربية مراراً لفك العزلة التي فرضها عليه الاحتلال، والذي ما زال يعمل على تهميش الشعب الفلسطيني وعزله عن محيطه العربي وعن العالم، وتعمل الآلة الصهيونية في كل مكان، وخاصة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، على احكام الحصار الإعلامي على شعبنا في فلسطين.
وتلبية لنداء الشعب الفلسطيني، قامت بعض الفرق الفنية والمسرحية والشعراء والأدباء العرب، بإحياء أنشطة ثقافية على الأراضي الفلسطينية، وبعض هذه الفرق تقدمية وذات نفس مقاوم، هادفة إلى دعم الصمود الفلسطيني، وفك العزلة السياسية والثقافية عنه.
نعم نحن ضد التطبيع، ونعلم أن هناك محاولات من أنظمة عربية للتطبيع مع العدو الصهيوني، وبدفع من القوى الامبريالية، لكن هل نخلط بين هذه المحاولات وبين دعم الشعب الفلسطيني؟
في الآونة الأخير هاجم بعض المغردين الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد والأديبة الكويتية بثينة العيسى، على اعتبار أن زيارتهما لفلسطين هي شكل من أشكال التطبيع، رغم أن قاسم حداد معروف بوقوفه مع الشعب الفلسطيني، وعلى هؤلاء ردت السفارة الفلسطينية بالكويت في بيان لها: «رداً على ما يتناقله عدد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، من انتقادات وتشويه لرموز الثقافة والأدب والشعر في الكويت، الذين يزورون فلسطين، أن اعتبار زيارة دولة فلسطين والتواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني، تطبيع مع الاحتلال، ما هو إلا هروب من تحمل المسؤولية القومية والدينية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي أصبح وحيداً في مواجهة تهديد أرضه ومقدساته».
نعم نحن ضد التطبيع، ولكن الوقفات الاحتجاجية والتضامنية أمام السفارات لا تكفي، ولهذا قررت الكويت عودة المدرسين الفلسطينيين، وإرسال وفود ثقافية بمناسبة معرض الكتاب في فلسطين، بدعوة من السلطة الفلسطينية، وستشارك رابطة الأدباء في الكويت، التي لا يمكن المزايدة على قوميتها، وكذلك فرق فنون شعبية ومسرحية، وسينتقل الوفد من عمان إلى رام الله بواسطة طائرات الهليوكوبتر، لسد باب ذريعة المعبر، مثل كل الوفود الرسمية من البلاد العربية، لكن إن ثبت أن هذه الخطوة هي شكل من أشكال التطبيع، فعلى الحكومة التراجع عنها فوراً.
تعليقات