العنف على الطلبة .. من قبل المعلمين والمعلمات!!

محليات وبرلمان

إلى متى تستمر تجارب الضرب والاعتداء دون حسيب أو رقيب ؟

660 مشاهدات 0


تزايدت بالفترة الأخيرة ظاهرة الاعتداء بالضرب على الطلبة وخاصة في المراحل الدراسية الأولى، رغم وجود تعاميم وقرارات من الوزارة الأم  تصل لجميع إدارات المدارس تحذر وتمنع من العنف المدرسي أوالاعتداء على الطلبة بأي وسيلة كانت، بالإضافة إلى عدم التلفظ بكلمات جارحة لهم، إلا أن الصحف تمتلئ يوميا بقصص تستغرب أي نوع من البشر ينتمون بعض المعلمين والمعلمات الذين يمارسون أبشع أدوات التعذيب الجسدي على الطلبة بداعي التأديب، وهل الضغوطات التي يمرون بها تجبرهم للتوجه إلى تفريغ هذه الشحنات من خلال العنف نحو الطلبة!!
العنف المدرسي خلف أسوار المدرسة باتت من الأمور الاعتيادية التي تواجهها أي مدرسة، ولكن المصيبة أن يتم التكتم على الكثير من الجرائم والاعتداءات التي تتم، وهي لا تقتصر فقط على الجنسية منها والتي فجرتها الصحف مسبقا، لكن هناك اعتداءات قد يتعرض لها الطالب أوالطالبة عبر كدمات لا تزول وقد تسبب أثرا نفسيا و شعورا بالكراهية للمدرسة و من يعمل بها، ونأسف أن نجد بعض الإدارات المدرسية تحاول أن تخفي هذه الأمور حتى عن ولي الأمر بتهدئة الطفل المصاب، وتقديم الإغراءات له كي يصمت و يجعلونه يعتقد أن ما حدث هو أمرا غير مقصود أو ترمى الأسباب على هذا الطفل المشاغب، و هل يتحمل طالب صغير مسؤولية الاعتداء عليه بينما الإدارة بموظفيها لا يقدرون على تحملها؟!
أما الأسرة فهي أيضا تلعب دورا مهما من خلال متابعتها لمجريات الأحداث التي تجري لأبنائهم في المدارس من خلال السؤال الدائم عنهم والاستفسار بشكل متواصل على مستواهم العلمي والإخلاقي، والباقي يتم متابعته من خلال المنزل مع الأبناء، وطرح الأسئلة عليهم  بجميع ما يتعلق بالمدرسة.
ومن الأسباب التي تجعل المعلمين والإدارة يتمادون بالعنف على الطلبة، هو معرفتهم بعدم مبالاة بعض الأسر بما يحدث لأبنائهم فيها، وبعضهم حتى لو نزف أبنائهم  دماء غزيرة فهذا أمرا غير مهم عندهم، لأنهم يمارسون التعذيب الجسدي على أبنائهم بمنازلهم أيضا، فكم من طفل ذهب ضحية لضربة موجعة من والديه، و أحيانا تجد الأب أو الأم   تشجع أسلوب الضرب بين الأبناء، وأنهم مسبقا كانوا يتقبلون أن يضربهم المعلم أو المعلمة،  وساروا على هذا المبدأ الذي يساعد على التعلم  بصورة جيدة و احترام المعلم، و هذا أمر خاطئ جدا و لايصح أن نسمح بحدوثه، ولكن  عند حدوث عاهة مستديمة يشعرهم ذلك بالندم و يبدؤون  بمحاسبة المعتدي رغم علمهم  مسبقا بما يجري لأبنائهم.
كما لابد على الإدارة المدرسية أن تضع أهم العناصر التي تتبع لديها، هي إلزام المعلمين والمعلمات بعدم اللجوء لأي وسيلة عنف لفظيا أو جسديا، ويتم معاقبة كل من يقوم بذلك وإحالته للجهة المختصة، ويتم ذكر ما حدث  بملف من قام بهذا الأمر، كما يتم تذكيرهم بين فترة وأخرى من خلال وضع قصص لطلبة تعرضوا للعنف، وهناك من توفي بسبب العنف المدرسي، كي تصبح عبرة لمن يفكر أن ينتهج أسلوب العنف دون مراعاة  لنفسية الطالب أو الآثار المترتبة على ذلك.
هناك عدة طرق يستطيع أن يسلكها المعلم لتأديب الطالب، بشرط أن لايقوم هو بذلك لأن دور المعلم هو إعطاء الدروس للطلبة وليس الإنشغال بتربية أحد الطلبة على حساب الآخرين، فهذا الدور يقوم به الأخصائي الاجتماعي والنفسي في المدرسة، من خلال استدعاء ولي الأمر وفصل الطالب لفترة وجيزة، وإن لم يصلح الأمر، هناك عدة طرق أخرى وإن كانت قاسية ألا وهي فصل الطالب نهائيا، وهو أمر لاتحبذ اللجوء إليه العديد من المدارس لأنها تدرك بأن هذا الشيء سينهي مستقبل الطالب، فتلجأ إلى نقله إلى مدرسة أخرى علها تكون أقدر على التعامل معه.
 
 
 
الآن - تقرير:نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك