عبد العزيز الفضلي يكتب عن خطورة استخدام الأطفال للأجهزة الذكية
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2016, 12:19 ص 567 مشاهدات 0
الراي
رسالتي - جلد العم معيض
عبد العزيز الفضلي
انتشر في وسائل التواصل مقطع فيديو منزلي اشتهر بتسميته «جلد العم معيض» انتشار النار في الهشيم، وفيه لقطات لأطفال - أبناء عمومة - يلعبون الكرة في مجلس الديوانية، ثم يفاجأون بدخول العم ومعه خيزرانة وهو غضبان، ويقوم بضرب الأطفال بها مع بعض السباب.
وهذا المقطع الذي أخذ الناس يتداولونه من باب الطرافة، أرى من المناسب أن نقف عنده وقفات عدة، اولها، خطورة وجود الأجهزة الذكية بيد الأطفال الصغار من دون توجيه أو مراقبة، فهذه اللقطات تعتبر من الشؤون الداخلية للأسرة، إلا أن سوء الاستعمال تسبب في انتشار المقطع على مستوى واسع.
ونتساءل، لو أن المقطع احتوى صور نساء، أو كانت هناك مناسبات خاصة وقد تخففت النساء من اللباس الذي اعتدن الخروج فيه خارج المنزل، فكيف سيكون الحال؟ ونحن نعرف أن من الصعب التحكم في المقاطع إذا انتشرت في وسائل التواصل الالكترونية.
الأمر الثاني الذي لا يمكن لأحد أن ينكره، أن هناك أصحاب نفوس ضعيفة، وأمثال هؤلاء قد يستدرِجون الأطفال، بنين وبنات، إلى أوضاع غير لائقة، ثم يتم ابتزاز الطفل بعدها، وقد يُطلب من الطفل تصوير بعض محارمه وإرسالها إلى أصحاب النفوس الرديئة.
ولن أطيل الحديث عن خطورة استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، ودورها في انعزال الطفل عن مجتمعه، وميله إلى الانطواء، وإصابة البعض منهم بمرض التوحد، والضعف الشديد في التركيز.
من جانب آخر، ظهر لنا حرص وسائل الإعلام على الإثارة، فقد رأينا توجه بعض وسائل الإعلام المشهورة عربيا لزيارة تلك الأسرة، وعقد لقاء مع العم والأطفال. وكم كنا نتمنى لو تم تناول الموضوع من نواحٍ اجتماعية وأخلاقية وتربوية، وليس فقط من جانب غرابة الموقف.
وجدنا دعوات عديدة وهدايا قدمت للأطفال الذين ظهروا في المقاطع، وأعجبني رد العم الذي ظهر في المقطع، حين طالب هذه المؤسسات والأفراد، بتقديم منحهم إلى المحتاجين وإلى أسر الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن أرض المملكة.
من الأمور التي نستفيد منها من المقطع، هي أهمية أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، لأنه لحظتها لا يدري ما الذي سيقوله أو يفعله، وكم ندم أُناس على تصرفاتهم بعد ما هدأت أعصابهم، وأحيانا يقعون بأشياء لا يمكن جبرها أو إصلاحها. وقد كانت وصية الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل طلب منه النصيحة، فقال له «لا تغضب» وكررها مرارا.
أخيرا قد يكون من الصعب على الوالدين منع الأبناء من استخدام الأجهزة الذكية في هذا العصر، لكن على الأقل لا بد من مراقبة تصرفات الأبناء، والمواقع التي يدخلون عليها، وتقنين ساعات وأوقات استخدام هذه الأجهزة، مع تعزيز الوازع الديني والرقابة الذاتية، والتنبيه على وجود بعض أصحاب النفوس الدنيئة، وحيلهم في استدراج الأبناء والبنات من مختلف الأعمار، وأهمية ألا يكشف الطفل عن المعلومات الشخصية له أو أفراد عائلته.
نسأل الله تعالى أن يحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين من كل سوء.
وانتبهوا يا أبناءنا من ارتكاب أفعال تجعلكم عُرضةً لجلد «العم معيض» مستقبلا.
تعليقات