الضمير المستتر في التساؤلات الباحثة عن المشاكل سبب تخلفنا.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 574 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  ليس فقط 'المترو غيت'..!

د. تركي العازمي

 

بعد شد الحزام و وقف الإسراف و حزمة قرارات قد تتخذ للمحافظة على رخاء المواطن البسيط ٬ تظهر الأخبار عن ملايين ومليارات تصرف، وتساؤلات البعض المتداولة حول ربط تلك السياسة «التقشف» لمواجهة هبوط سعر البرميل مع تلك الأموال المصروفة والتي في طريقها للصرف... إنها تساؤلات بعضها مقبول وبعضها «مدفون» النوايا أو كما يروج «تساؤلات بالوكالة»!

الضمير المستتر في التساؤلات بالوكالة أو الباحثة عن «المشاكل» هو سبب تخلفنا.

صحيح ان انخفاض سعر الرميل أوجد العجز في الميزانية، لكن السعر بدأ يتعافى نوعا ما ولربما يصل إلى سقف الـ 50 دولارا للبرميل خلال العام الحالي وقد يتعداها، لكن السؤال المستحق هو: لماذا نصرف بإسراف في مواقع معينة ونقف مكتوفي الأيدي ونشح على المواطن؟... هذا لسان حال المواطن البسيط.

الجميع تابع موضوع «المترو غيت» وتابع نفي هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص ونحن نستغرب الطريقة والتوقيت وبعض حيثيات الموضوع... فهل القضايا توقفت عند «المترو غيت»؟

ليس فقط «المترو غيت»... نحن لو تمعنا في ما يدور من حولنا لوجدنا أكثر من «... غيت».

ومما راق لي عند كتابة هذا المقال هو مداخلة للدكتور عبدالعزير المطوع حين ذكر: «لي على الرجولة شاهدان: صدق القول والإخلاص في العمل»، وهو قول متطابق مع القول الأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب».

نحن افتقدنا الإخلاص في اختيار بعض القائمين على إدارة شؤون مؤسساتنا العام منها والخاص وما نراه من صرف عشوائي من جهة وشد حزام «تقشف» من جهة آخرى إلا نتاج فقدان العمل بالإخلاص ناهيك عن «الكذب» والتدليس الذي يتبعه البعض من دون رادع.

كم قضية صورت بـ «غيت»؟

ان القضايا كثيرة، فلو تابعنا تنفيذ المشاريع والمبالغة في قيمتها والمدد الزمنية للإنجاز٬ المبالغ الـ«ملطوشة» من المال العام وكل قضية شهدت استيلاء على المال العام لوجدنا أكثر من «... غيت»!

ما يجري يظهر لنا حالة معنوية جاهلة بمعطيات المرحلة... ولو أخذنا منهج لي كوان يو مؤسس سنغافورة الذي قيل له إن الإصلاح مستحيل، والتفت إلى المعلمين ومنحهم أعلى الأجور، وقال لهم: أنا أبني لكم أجهزة الدولة٬ وأنتم تبنون لي الإنسان!

إذن، المسألة في بناء الإنسان، بدءا بطلبة رياض الأطفال وانتهاء بطلبة الدراسات العليا مرورا بالمراحل الدراسية الآخرى: فهل نحن فاعلون؟

البعض الله يهديه يحصل على «الشهادة ـ الدرجة العلمية» بطرق ملتوية وبعضها مزور والأطفال الصغار لم يجدوا من يهبهم التعليم الصحيح... ونحن ندفع يمنة وشمالا والمعلم حتى الأستاذ الجامعي حرم من أبسط حقوقه من مزايا الساعات الإضافية في وقت ترفض الجهات المسؤولة من تعيين الكفاءات من حملة الشهادات «الصح ـ مش مضروبة».

إنه التعليم يا سيدي ويا سيدتي... فإن بنينا جيلا متعلما فمن المؤكد لن نجد قضايا «... غيت» ولن يكون هناك هدر ولا إسراف ولن يكون هناك «حرامي نظامي» ولا سارق حر طليق.

معادلة بسيطة غير مفهومة ولهذا ندعو المولى عز شأنه أن يعين المعنيين بالأمر على فهمها قبل الغوص في فهم مصير فوائض الميزانية وقت الرخاء و«التقشف» الذي تلازمه أوجه صرف غير منطقية... والله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك