علي الطراح يكتب - أشقاؤنا فوق كل اعتبار

زاوية الكتاب

كتب 490 مشاهدات 0


بعد رفع الحصانة البرلمانية عن النائب عبدالحميد دشتي ، يعاود هجومه مرة اخرى على المملكة العربية السعودية ، غير عابئ بتداعيات تقديمه للمحاكمة ، ولم يكن هذا هجومه الاول ، فقد دئب على ذلك في التطاول على رموز الحكم في السعودية والبحرين ، واستمرأ الصمت سواء من الحكومة او البرلمان ، مع معرفتنا جميعا بحرص القيادة السياسية بان لا تتحول الديمقراطية الى فوضى وتطاول على سيادة الدول تحت قبة البرلمان وبحجة الحرية والحصانة . الفعل الذي يمارسه النائب دشتي يوحي لنا بحالة استرخاء لسمو رئيس الوزراء ، فكان عليه ان ينبه بشدة على سوء التصرف الذي يقوم به دشتي وغيره من دئبوا على التطاول والهجوم المتكرر على اشقائنا في الخليج.  السعودية او دول الخليج تحترم الخصوصية الكويتية ولا تجزع من النقد البناء ، الا ان التحريض على ضرب السعودية ووصفها بأنها معقل الاٍرهاب يعد بمثابة تحول مُلفت للانتباه يعكر صفو علاقتنا مع اشقائنا في دول الخليج العربي ، فدشتي لم يعبأ للاخلاق البرلمانية وتكرار الهجوم  في داخل المجلس يعد أمرا ملفتا  يوحي برسائل يساء فهمها ، وهو ما لا ترضاه القيادة السياسية الحكيمة التي تميزت بالحكمة عبر  التاريخ. شأنه ان يؤيد الموقف السوري الا ان التحريض ضد المملكة العربية السعودية ومحاولة خلط الأوراق ، يشكل احد اهم الهواجس التي تقلقنا في الكويت على مختلف معتقداتنا وأفكارنا ، وكان الأحرى وقف حالة التهور ، وان نرقى  بمصلحة الوطن على مصالحنا او تحالفاتنا الخاصة لكي نكسب انتخابيا ، فالكويت بكافة اطيافها عاشت التعايش والاحترام المتبادل ، وكان علينا ان ندرك ان الديمقراطية لا تعني الفوضى والتطاول على رموز الحكم ، فالنائب دشتي ومن خلفه يشكل خروجا عن الديمقراطية الكويتية ، كان علينا  ان نبادر منذ فترة في وضع الحد الفاصل لهذا التمادي ، وان ندرك ان النار تقترب منا جميعا والأحرى ان نتوجه نحو تقوية جبهتنا الداخلية. لتضيع الفرصة على من يريد ان يدخلنا بمواجهات عبثية . فالأوضاع الإقليمية لا تحتمل المزيد من التفتت ، وتعايشنا على اختلاف اطيافها هو ما يحب ان نعلي من شأنه . فالهجمة شرسة  ، وندرك من يريد العبث بثوابت المنطقة ، فدعونا ان نعيد تقييمنا لأنفسنا وأوضاعنا ونستحضر ما مرت به الكويت من محن ، ونسترجع الدور التاريخي لاشقائنا في الخليج  ونبتعد عن الفوضى ، ايمانا منا بان ما يمس اي دولة خليجية يمسنا جميعا ، ولنبعث برسائل المحبة لكل الاشقاء ونسأل الله ان يمن علينا بالامن  والامان في ظل القيادة السياسية الحكيمة التي عبرت  عن بغضها لمثل هذه السلوكيات المشينة والمسيئة لأهل الكويت.  نحن لا يجب ان نغرد خارج السرب في ظل متغيرات عاصفة ، ومصلحتنا الوطنية فوق كل شيء ، فالكويت تبقى وفيه لكل الاشقاء.
الآن - بقلم علي الطراح

تعليقات

اكتب تعليقك