لا عزاء لحضارات سادت ماديتها وماتت إنسانيتها.. بوجهة نظر حمود الحطاب
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2016, 12:21 ص 392 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات - آدميات تركيات أمان أمان!
د. حمود الحطاب
طفل مشرد سوري, جعل الإنسانية جميعا تدين بالولاء للأتراك. لاجئ سوري عمره اثنتا عشرة سنة يبيع ورق المناديل, صورته كاميرات الشوارع وانتشرت صورة الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي, لأن صاحب مطعم غليظا جافا لحق الطفل في الشارع فأدركه ثم أمسك به ورفعه عاليا ورماه أرضا وبكل جبروت . وهنا تبدأ القصة الإنسانية, فلقد تجمع الناس على هذا الرجل القاسي وسألوه: لماذا فعلت هذا مع هذا الطفل المشرد الضيف على تركيا الهارب من جحيم الطاغية, فقال: إن هذا الطفل دخل مطعمنا وعرض على الزبائن أن يشتروا منه ورق المناديل فضربته كي لا يعيدها, وهنا قام الناس إلى صاحب المطعم وتكأكأوا عليه والتموا حوله كما يلتمون على ذي جِنَّة ثم أوسعوه ضربا. هجم الأتراك على مواطنهم التركي, الآثم المعتدي على إنسانية الإنسان وأوسعوه ضربا وانتصروا للطفولة, انتصروا للاجئ فقد كل شيء, انتصروا لإنسانية الإنسان بل انتصروا لإنسانية وخلق الأتراك حين ضربوا هذا العتل القاسي. سمعت الحكومة وسمع الطيب اردوغان بالخبر, وشاهدوا الفيديو الواضح للحادثة, فأرسلت الحكومة وفداً لبيت الطفل بعد أن تحروا عن بيته, وذهبوا إليه ومعهم دراجة للطفل, وأهم منها اعتذار للطفل بمثابة اعتذار للطفولة بمثابة اعتذار لكل لاجئ. والعهدة على الراوي أن السيد الطيب اردوغان أهداه مئة الف دولار. والمفاجأة كانت أن أهل الطفل لم يكونوا يعرفون بالحادث, وقد فوجئوا بالوفد الرسمي الحكومي التركي الكريم يزورهم في بيتهم, فتساءلوا عن الخبر فأخبروهم,وهنا تدارك الطفل الموقف ،وقال للوفد: إنه لم يخبر أهله بما حدث لأنه خاف أن يعاقبوه. هذه قصة من عشرات القصص في موضوع الشفقة والرحمة والآدمية الإنسانية التركية, ولا عزاء للحضارات التي سادت ماديتها وماتت انسانيتها.
تعليقات