خلود الخميس عن الانسحاب الروسي من سوريا: بعد خراب الديار، يريدون السلام!
زاوية الكتابكتب مارس 15, 2016, 10:58 م 765 مشاهدات 0
الفأر الروسي يعود إلى جحره
بقلم: خلود الخميس
ي خطوة مفاجئة طلعت علينا وسائل الإعلام في الثامنة من مساء يوم أمس الأول الاثنين بقرار الكرملين الايعاز لوزير الدفاع الروسي بالانسحاب من سورية.
ولم تنم أعين الإعلام العالمي واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتحليلات والأمنيات واللعنات والشتائم والشماتة والصراعات، كالعادة نفترق في الخير والشر ولا نتفق على شيء حتى ضد العدو لدينا متصهينون يفرحون إذا أصاب المسلمين سوء ويعضون على نواجذهم من الغيظ إن جاءهم خير.
وفي أروقة السياسة، سبق تصريحات روسيا قرارها الانسحاب من سورية توقعات من وزير خارجية بريطانيا «هاموند» بأن يسيطر بوتين على الأسد معتبراً الأخير خارج نطاق السيطرة، تلميحاً لمباحثات جنيف ومحاولات إنجاحها باتجاه تفاهم دولي ينهي الأوضاع في سورية سياسياً ويخضع الأسد لذاك التفاهم.
بعد خراب الديار، يريدون السلام!
الذي نعرفه أن الروس بالرغم من الترهيب «بجلافة» جنسهم وقسوته، لم يلحق بهم إلا العار والهزائم بأيدي المسلمين، سواء من تتار القرم التي منذ ظهرت قوتها في القرن الثامن الهجري مدّت نفوذها الى المناطق المجاورة لها وفرضت الجزية على موسكو.
أيضاً طردهم من أفغانستان على أيدي مجاهدي الأفغان ومناصريهم «الأفغان العرب» وتفكيك ولاياتهم لاحقاً بعد الحرب الباردة.
والآن في سورية نتفتهم الفصائل المقاتلة ولم تسمح لهم بالبقاء على أرض مباركة بنبوءة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ويحضرني من الصحيح قوله: «يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، قالوا: يا رسول الله وبِمَ ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام».
وقوله: «ستجنّدون أجنادًا، جُنْدًا بالشام، وجُنْدًا بالعراق، وجندًا باليَمَن» قال عبدالله: فقمت، قلت: خِرْ لي يا رسول الله فقال: «وعليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غُدُرِه فإن الله -عز وجل- قد تكفَّل لي بالشام وأهله» قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث، يقول ومن تكفَّل الله به فلا ضيعة عليه.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «عقر دار المؤمنين بالشام»، والكثير من أحاديث في فضل الشام.
وبالرغم من كل ما سبق من نبوءات تبين مكانة الشام، تكالب عليها من خانوا الله ورسوله، حزب الشيطان، إيران، المجرمون بلباس التقوى، الدواعش والمجموعات الاستخباراتية، وكثيرون، ولكن الله غالب لا ريب ورسوله صادق لا شك.
همهمة بوتين ليست كهمهمة أوباما، فالهمهمتان تنطلقان من مصالح متقاطعة لا تشترك إلا ببغض الإسلام ومظاهره وما يمثله، فقط، ويختلفون في كل شيء.
لذلك عندما غزت أميركا العراق ودمرتها، همهمت قبل أن تخرج مدحورة ولكن برداء منتصر حفظاً لمظهرها العام أمام الشعب الأميركي، وأهالي القتلى الذين قضوا في أرض الرافدين بسبب سياسات بلادهم العدائية في العالم وخوضها حروباً عبثية لبسط النفوذ وتكريس منطق القوة وتشغيل ترسانة السلاح لنهب الاقتصاد الإسلامي أينما كان، ونجحوا وإن كانوا أخفقوا.
وروسيا تهمهم منذ أن ركلهم الأفغان خارج حدود ديارهم، ولم تخلع النساء هناك البرقع ويكشفن عن وجوههن كما شاء كفار ستالين ولينين، واليوم تتكرر الهمهمات بأن الخروج من سورية لأن روسيا حققت أهدافها، قتلت أكبر عدد من المسلمين نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا وكلهم عُزل، وعدد من الدواعش قتلوا بالمصادفة قد يكونون مروا في موقع العدوان على المدنيين وليسوا هم المقصودين، مع أن عنوان هذه الحرب «القضاء على إرهاب داعش»!
فيا حبذا لو توقفت همهمات أميركا وروسيا وتابعهما قُفة، المسماة بإيران وأدواتها المنتهية الصلاحية، ومعهم ببغاواتهم من كل من يظن أن لأعداء الله ورسوله عهدا أو ذمة.
الثقة بأضغاث القرارات التي يتخذها بوتين، أو من متقاعد قريباً كأوباما، وغيرهما من التُبّع، ليست إلا نتاج هزيمة نفسية لدينا، وضعف يقين بالله، كيف نفعل وهو صاحب القرار الأخير؟!
إن اهتزاز هذا اليقين سبب جرأة أولئك على «همهمات المساء»!
النصر آت، فقط إن تعلقنا بالحبل الحق الذي لن ينقطع أبداً، الحبل الذي تعجز حبال العالم عن الوقوف بوجهه، وتخضع لقوته طوعاً أو كرهاً.
تعليقات