هل فكرنا في كيفية مكافأة أمهاتنا؟!.. وائل الحساوي متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2016, 12:10 ص 659 مشاهدات 0
الراي
نسمات - نصيحة مريض!
د. وائل الحساوي
في زيارة لي إلى أحد الأقرباء في مستشفى الرازي حيث أمضى فترة طويلة في المستشفى، أخذ يحدثني عن زيارات بعض المرضى له من مختلف الأجنحة وما يدور بينهم من حوارات ونقاشات، فيقول لي إن بعضهم يقصون عليه قصصاً مروعة لما حدث لهم من حوادث، معظمها بسبب الحوادث المرورية والتي تسبب بها الطيش والسرعة والرعونة!
أحد هؤلاء المرضى يقول له: أتمنى أن ألتقي بشباب الكويت جميعهم لأحذرهم من خطورة السرعة والرعونة، فها أنت تراني وقد انشل نصف جسدي عندما كنت أركب الموتور سايكل و«أبتون» بين السيارات طمعاً في صيدة ثمينة من البنات اللاتي كنا نحاول اصطيادهن، وإذا بالسيكل ينحرف بي وينقلب، ويتسبب بكسور وشلل لنصف جسمي!!
الآن هل تجرؤ أي فتاة من أولئك اللاتي كن يتسابقن على الايقاع بنا علهن يطمحن للزواج بي أو الشفقة عليّ؟! وماذا استفدت من هذه الرعونة غير العاهة الدائمة وفقدان المستقبل؟!
عندما أمر على ما يسمونه كذباً بشارع الحب، فإني أعجب من تسابق الشباب الكويتي الذين هم بأعمار الزهور على الإلقاء بأنفسهم في براثن الموت مقابل الحصول على التفاتة أو كلمة من فتاة طائشة تتلذذ باصطياد الشباب، وعندما أرى استعراضاتهم على السياكل و«البقيات» والسيارات الفارهة فإني أرثي لحال أهاليهم الذين يسلّمون أبناءهم رخيصين إلى الموت!!
أتمنى لو يتم ترتيب زيارات لشباب الكويت إلى مستشفى الرازي ليشاهدوا بأم أعينهم أعداد الشباب الذين فقدوا أعضاءهم ومستقبلهم بسبب الحوادث المخيفة التي أدت بهم إلى ذلك المصير المظلم.
لنكن كالكلاب!
احتفل العالم قبل بضعة أيام بيوم المرأة، ولست أعلم عما هو مفهوم الاحتفال بهذا اليوم وكيف ستتم مكافأة المرأة أو إعطاؤها حقوقها، وقبل أسابيع احتفل العالم بما سماه بعيد الحب (فالنتاين)، وخلال هذا الشهر سيحتفلون بعيد الأم، والحقيقة أن هذه الاحتفالات فارغة لا تقدم أو تؤخر شيئاً، وإنما هي مناسبة لترويج بضائع التجار وتحريك الأسواق الراكدة، أما أصحاب الشأن الحقيقيون فقد نسيهم الناس في غمرة مشاغل الحياة، وسمعنا عن عقوق الأبناء وشتم الأمهات وطردهن من بيوتهن والاستيلاء على أموالهن!!
من القصص التي تروى عن خلق الوفاء أن وزيراً خدم الملك عشرين سنة بإخلاص وتفان، وقد أصدر الملك أمراً بإعدام كل من يقع منه خطأ من رعيته وإلقائه للكلاب، وحصل أن وقع من الوزير خطأ، فأمر الملك بإلقائه للكلاب، ولم تشفع له خدمته الطويلة فطلب الوزير من الملك أن يمهله عشرة أيام قبل تنفيذ الحكم فيه، فوافق الملك، فما كان من الوزير إلا أن اتفق مع صاحب مزرعة للكلاب على أن يشرف على إطعامها عشرة أيام، وبدأ بإطعامها ثم بدأ يمسح عليها ويتودد إليها!!
وعندما حان موعد لقائه بالملك لتلقي العقوبة، أمر الملك بإلقائه للكلاب لتأكله، وحدث ما لم يكن متوقعاً فقد أحاطت الكلاب بالوزير وأخذت تمسح عليه بكل عطف وحنان. سأل الملك الوزير عما حدث فقال له: يا سيادة الملك، لقد خدمت الكلاب المتوحشة عشرة أيام فكان منها ذلك الوفاء، وقد خدمتك عشرين سنة فلم يشفع لي ذلك بعفوك عن زلتي!!
هل فكرنا في كيفية مكافأة أمهاتنا اللاتي خدمتنا عشرات السنين دون أن يطلبن منا جزاء ولا شكورا؟! وهل استطعنا أن نكون بمثل وفاء هذه الكلاب؟!
تعليقات