لا تقدّم ولا ازدهار من دون شباب متعلم متفتح.. هكذا تعتقد بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 850 مشاهدات 0


 القبس

تحت المجهر  -  تكرار كابوس القبول بالجامعة والتطبيقي!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

إن الشباب هم ذخيرة الأمة، وثروتها التي لا تقدّر بمال. فالاستثمار في الثروة البشرية من أهمّ أسباب تقدّم الأمم ورقيّها ووصولها الى مصاف الدول المتقدّمة. والشباب هم قلب الأمة النابض ومستقبلها، فمن دون شباب متعلمين متفتحين لا يوجد تقدّم ولا ازدهار، بل تخلف وافتقار، ناهيك عن انصرافهم إلى أماكن أخرى ــ يقضون فيها أوقات فراغهم ويفرغون فيها طاقتهم ــ قد تدمّرهم وتحطم مستقبلهم ومستقبل وطنهم. 
إن مشكلة القبول في كليات الجامعة والتطبيقي كمؤسسات تعليمية حكومية، والتي تطفو على السطح مع بداية كل فصل دراسي، تجذب إليها انتباه الكثيرين من كبار المسؤولين ونواب مجلس الامة. والمراقب لهذه المشكلة والمتابع لها يجد أنها ليست وليدة اليوم والليلة، بل هي مشكلة قديمة متراكمة منذ سنوات نظراً للزيادة المطردة عاماً بعد آخر في عدد خريجي الثانوية العامة. فالزيادة الواضحة كل عام في خريجي المدارس الثانوية، مع قلة عدد الخريجين من الكليات الجامعية والتطبيقية، بمعنى آخر أنه لا تناسب بين المدخلات والمخرجات سنويا، الذي ساهم بشكل كبير في زيادة الأعداد داخل تلك المؤسستين التعليميتين في الدولة، بما يفوق قدرتها على استيعاب المزيد من الطلبة. والمشكلة في تفاقم مستمر عاماً بعد آخر، بسبب عدم إنشاء جامعة حكومية أخرى إلى جانب الجامعة الحالية وكليات التطبيقي، والتي مضى على تأسيسها أكثر من 50 عاماً، فهناك الكثير من أبنائنا خريجي المرحلة الثانوية لا يجدون مكاناً لهم في التعليم العالي، أو يتأخر قبولهم. لذلك، ومن خلال حرصنا على بلدنا وخوفنا على مستقبل أبنائنا وبناتنا خريجي الثانوية العامة، ندعو أصحاب القرار إلى التكاتف لإيجاد حلول سريعة قابلة للتنفيذ في أقرب وقت، بإنشاء جامعة جديدة تتوافق واحتياجات السوق المحلية، تكون قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة سنوياً، تضم كليات جديدة تواكب التطور التكنولوجي في العالم، لتوفير عمالة فنية تواكب خطة التنمية التي تسعى إليها الدولة. كما أن انشاء الجامعة الجديدة أصبح ضرورة ملحة في الوقت الحالي، ترشيداً لنفقات الابتعاث في ظل الظروف المالية الحالية، وتوفير عناء السفر للخارج على أبناء الكويت المغتربين لتحصيل العلم. وهناك دراسات عديدة سابقة تم اعدادها لانشاء جامعة جديدة، كانت نواتها كليات ذات جاهزية عالية من كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، تمنح درجة البكالوريوس، منها كلية التربية الأساسية، وكلية العلوم الصحية، فضلا عن توافر القوى البشرية بهما من أعضاء هيئتي التدريس والتدريب. فهل هناك من يستجيب؟! 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك