المقاومة الفلسطينية انحرفت عن مسارها الوطني.. برأي عادل الإبراهيم
زاوية الكتابكتب مارس 9, 2016, 11:28 م 714 مشاهدات 0
الأنباء
قضية ورأي - الوطن العربي.. المقاومة والإرهاب
لواء متقاعد د. عادل إبراهيم الإبراهيم
شهدت بعض أقطار العالم العربي الكبير التي وقعت تحت الاستعمار الأجنبي لفترات طويلة مقاومة مسلحة شكلت أمثلة رائعة لمقاومة المستعمر شهد لها العالم في سبيلها لنيل استقلالها وطرد المستعمر والمغتصب، ولعل ابرز تلك الامثلة المقاومة الجزائرية ووقوف الامة العربية بشعوبها ومواردها معها حتى توجت بالاستقلال، ولا ننسى بطبيعة الحال قضية الأمة العربية (فلسطين) والمقاومة الفلسطينية والدعم اللامحدود لها، حتى أضحت قضية الوطن العربي الاولى والدخول في حروب مع الكيان الصهيوني من اجلها ولكن.. للأسف فقد انحرفت المقاومة الفلسطينية عن مسارها الوطني وتدخلت قياداتها في العديد من الاقطار العربية، ولعل الطامة الكبرى هي وقوف القيادة الفلسطينية مع الغزو العراقي الغاشم للكويت واحتلالها والتأييد المطلق لهذا الاحتلال والتي يفترض فيها انها أول صوت يندد بالاحتلال نظرا لمعايشتهم الاحتلال الاسرائيلي وفقدان وطنهم.. وما شاب المقاومة الفلسطينية من انشقاق واختلافات بل والقيام بأعمال خرجت عن نطاق المقاومة ضد بعض الدول العربية ادت إلى التأثير على مسار القضية الفلسطينية والانعكاسات السلبية للشعوب الخليجية تجاه القيادة الفلسطينية
.. كما لا ننسى الدور المهم الذي قامت به المقاومة اللبنانية في تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي وما صاحب ذلك من تأييد عربي رسمي وشعبي اعاد الروح العربية العالية للامة العربية في صراعها مع المحتل الإسرائيلي.. ولكن للأسف أيضا انحرفت المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله عن مسارها وبدأت بالتدخل في العديد من الدول العربية والقيام بأعمال ارهابية ضد الدول الخليجية والتدخل في شؤونها بالسلاح وخاصة في سورية وقتل الابرياء مما انعكس بطبيعة الحال على الوقوف ضد حزب الله شعوبا وحكومات إلى ان وصلت الامور إلى تهديد دول الخليج العربي بتأييد حزب الله للحوثيين ليكون لهم موطأ قدم في اليمن للاضرار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
من هنا ابتعدت المقاومة عن هدفها الأساسي في حماية لبنان إلى نشر الارهاب مما حدا بالدول الخليجية لحماية مجتمعاتها إلى الوقوف أمام هذا الخطر الذي يقوم على الطائفية من الإرهاب القادم.. وهكذا للأسف تحولت المقاومة الشريفة التي كنا معها قلبا وقالبا إلى إرهاب بغيض .. وهذا هو واقع الحال في الوطن العربي الذي ابتعد عن المقاومة الوطنية في حق الدفاع عن النفس والكفاح المسلح لنيل حقوقه وفقا للمواثيق الدولية التي تؤيده لمواجهة المحتل والتأييد الشعبي والتمويل إلى نشر الارهاب والتدخل في الشؤون الداخلية وفقا لأجندات وحسابات خارجية لتمزيق الامة العربية.
من هنا تأتي الوقفة الخليجية في تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية والتأييد العربي الواسع لها ممثلا بإعلان وزراء الداخلية العرب تلك الوقفة التي لم يرغب احد ان تأتي باعتباره مكونا رئيسيا على الساحة اللبنانية، ولكن انحراف سياسة قادته أدت إلى هذا القرار الصائب.. فعلا انه واقع مؤلم يعيشه الوطن العربي حيث ابتلي بأحزاب ومنظمات بدلت المقاومة إلى إرهاب، وكلنا أمل في ان تكون هذه الوقفة الحازمة فرصة لمراجعة النفس وتعيد الأمور إلى نصابها وأن ترجع المقاومة كما كانت دفاعا عن الوطن وليس التدخل في شؤون الدول الاخرى.
تعليقات