علي البغلي يكتب: لو خليت خربت!

زاوية الكتاب

كتب 884 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  -  لو خليت خربت!

علي أحمد البغلي

 

اللائحة الداخلية لمجلس الأمة.. هي مكمل أساسي للدستور، وهي تعتبر خريطة طريق لكيفية مسار العمل في المجلس ولجانه. 
وقد حدث في إحدى جلسات مجلس الأمة أن طلب السيد رئيس المجلس تلاوة رسالة وردت إليه من لجنة حماية الأموال العامة.. وقد شاب ذلك الطلب باعتقادي مخالفات لأحكام المواد 55 – 56 – 75 – 76 من اللائحة، وهو أمر معيب بحق مجلس يعج بالخبراء والمستشارين القانونيين؟!
فالمادة 55 من اللائحة تنص على أن «تقدم اللجنة (الأموال العامة) إلى رئيس المجلس تقريراً عن كل موضوع يحال إليها، وتبين فيه توصياتها»، كما تنص المادة 56 من اللائحة على أنه «يجب أن تشتمل تقارير اللجان على... الموضوع كما أقرته اللجنة والأسباب التي بنت عليها رأيها، كما يجب أن يشتمل على رأي الأقلية»، في حين أن الرسالة التي طلب الرئيس تلاوتها احتوت على اتهامات مرسلة لأحد القياديين في الهيئة العامة للاستثمار، خطها احد المسؤولين في نقابة العاملين في الهيئة السابق، وأرسلها لقريب له بالمصاهرة، والتي صادف أنه كان مسؤولاً في لجنة حماية الأموال العامة؟! 
وكان ينبغي أن يتم عرض ذلك الموضوع الحساس، كما تنص اللائحة بتقرير مفصل عن تلك الوقائع المرسلة والمخالفات المنسوبة للعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار، وهو منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولو ثبتت في حقه من قبل ديوان المحاسبة والنيابة لاستوجب عقابه وعزله؟! 
لكن تلك الرسالة المخالفة للائحة عرضت في بند الرسائل الذي نصت المادة 75 من اللائحة على أن يبلغ الرئيس المجلس ما ورد من رسائل وأوراق قبل النظر في المسائل الواردة بجدول الأعمال، ويكتفي بالنسبة إلى الأوراق والرسائل «بالتعليق»، وليس المناقشة المحدودة - 5 دقائق لكل عضو - وبالنسبة للبند برمته بنصف ساعة، وهي الأمور التي لم تراعَ حين عرض هذه الرسالة المثيرة للجدل، الأمر الذي احتوى أو تضمن مخالفة صارخة للائحة التي نص عليها الدستور؟!
إننا بهذا لا ننزه أي إنسان عن ارتكاب الخطأ، لكن لا يجوز إلقاء التهم جزافاً على الرجال الشرفاء في هذا البلد، والذين أصبحوا قلة -مع شديد الأسف- ومنهم ذلك القيادي في الهيئة العامة للاستثمار، والذي تحتكم هيئته وتدير مئات المليارات من أموال أجيالنا القادمة، ولم نسمع عنه طوال مدة إدارته للهيئة إلا الخصال الطيبة والنزاهة ونظافة اليد واللسان، الأمر الذي ينقص أو يعوز كثير من قياديي الزمن الكسيف الذي نعيشه، ولا يجوز أن نعمم هذه النظرة على كل أبناء الكويت، فلو «خليت خربت»، فما صدقنا على الله أن يكون لنا قيادي نظيف في إدارة تعوم في محيط من الأموال، ليأتي البعض ويكيل له التهم ويحبط عزيمته، الأمر الذي لا يجوز وغير مقبول. 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك