الكويتيين البدون.. من جديد
زاوية الكتابالأمن الوطني مُعرض للإهتزاز بسبب التضييق عليهم بأرزاقهم- زايد الزيد محذرا
كتب مارس 9, 2016, 12:25 ص 7008 مشاهدات 0
الخلاصة
«البدون».. من جديد
زايد الزيد
في الدول التي يبلغ فيها التطور والشفافية والنماء مبلغاً كبيراً سنجد حتما خططاً واضحة طويلة الأمد بفضل رشد حكوماتها، ويرجع ذلك بشكل أساس لوجود مسؤولين ومستشارين على علم ودراية بشكل كاف لمعرفة ما على الحكومة إنجازه للصالح العام، بحيث ان تكون مهمة هؤلاء مراجعة قرارات الحكومة ووزاراتها وجهاتها من حيث صلاحيتها وانسجامها مع الواقع، ولكن في الكويت تنقلب الآية بشكل كبير، بحيث لاتعرف الحكومة «كوعها من بوعها»، والشواهد والأدلة كثيرة ولا حصر لها، ولو أردنا الكتابة عنها لوصل الأمر ربما لمئات المقالات وأكثر، ولكن سنتحدث اليوم عن قضية غاية في الأهمية والحساسية والخطورة وهي توظيف الكويتيين البدون.
والحديث عن هذه القضية ليس جديدا بطبيعة الأمر، وتحدثنا وتحدث غيرنا سابقا بمقالات عدة وندوات عن مخاطر التعاطي الحكومي مع القضية برمتها، ولكن الحديث عن القضية يجرنا لأبسط متطلبات التعامل الإنساني، ومنها مصدر المعيشة والرزق للكويتيين البدون الذين يعانون ومازالوا من ويلات التعاطي الحكومي، فعلى سبيل المثال وهذا ما لا يعلمه البعض، أن الحكومة ومن خلال الجهاز المركزي الذي يشرف على القضية يضع شروطا تعجيزية للتوظيف الحكومي، بل ان سلطة هذا الجهاز قائمة على جميع الأجهزة والوزارات والجهات الحكومية، ولو أرادت جهة حكومية ما أن توظف أحدا من «الكويتيين البدون»، فلن تستطيع إلا بموافقة الجهاز، ولو كان هذا الشخص حاصلاً على أعلى الشهادات وأندرها، فهل من العقلانية وضع شروط على من ولد وترعرع ودرس في الكويت ولم يعرف بلدا غيرها؟!.
والأمر هذا، يجرنا أيضا للحديث عن توظيف «الكويتيين البدون» في وزارة التربية كمعلمين ومعلمات، ومع أن توظيفهم «بالقطارة» بحيث لا يتجاوز بعض عشرات سنويا، وعلى بند العقود، وعلى الرغم من ان جميعهم من خريجي جامعة الكويت، تأتي الوزارة لترضخ للجهاز المركزي وشروطه اللا عقلانية، وفي المقابل فان توظيف وزارة التربية لا يتوقف على استقدام معلمين ومعلمات من الخارج من عدة دول عربية وبمميزات مالية أكثر وأكبر، فمن هو الأولى؟ من عاش وترعرع ودرس جميع المراحل الدراسية هنا؟ أم من يأتي من الخارج بين ليلة وضحاها ليتسلم وظيفة جاهزة؟!
ختاما نقولها بصريح العبارة: ان الأمن الوطني للبلاد معرض للاهتزاز بسبب سياسة التضييق على «الكويتيين البدون» في أرزاقهم، ونقولها بشكل أوضح ان هذا التعاطي الحكومي ينذر بكارثة لا تحمد عقباها في المستقبل القريب، اللهم اني بلغت، اللهم فأشهد.
تعليقات