هل سنصل إلى يوم نقرأ فيه أقوالاً تبرهنها أفعال؟!.. تركي العازمي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 558 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  أحسن القول.. 'أصدقه'!

د. تركي العازمي

 

عندما وصلتني إحصائية أرسلها الزميل يوسف شموه نقلاً عما نشرته الإدارة المركزية للإحصاء حول عدد العمالة من مواطنين ومقيمين (حكومة وخاص) بالترتيب حسب الأعداد حتى فبراير 2016، تذكرت قولاً دارجاً منذ زمن أعيد نصه «أعذب الشعر أكذبه»!

أنا لا أعني الشعر، فحتى الكذب الذي يصور المبالغة والغلو في التصوير اختلفت الجموع حول وصفه كذباً... بل أعجبني كمدخل لموضوع التركيبة السكانية.

الأرقام ليست شعراً، إنها واقع نحاول منه فهم الفرق بين المبالغة وبين الكذب وإن كان غير مقصود.

الأرقام هي رسالة للمعنيين في معالجة التركيبة السكانية بعد أن بينت الإحصائية أننا نشكل أقلية وفق إحصائية العمالة المنشورة.

في تلك الإحصائية جاء ترتيب عدد العمالة حسب الجنسية كالآتي: الأولى (الهندية 455 ألفاً)٬ الثانية (المصرية 420 ألفاً)٬ الثالثة ( الكويتية 342 ألفاً)٬ الرابعة (البنغالية 138 ألفاً)٬ الخامسة (الباكستانية 92 ألفاً)٬ السادسة (الفليبينية 72 ألفاً)٬ السابعة (السورية 63 ألفاً)٬ والثامنة (النيبالية 39 ألفاً)٬ التاسعة (الإيرانية 26 ألفاً) والعاشرة (السيريلانكية 24 ألفاً).

إذا كنا من المليون و800 ألف عامل وعاملة بمختلف الوظائف لا نشكل سوى 19 في المئة، فماذا أعددنا من دراسات حول التركيبة السكانية التي ننوي معالجتها منذ أحداث خيطان و2003... والإحلال!

وما دمنا في سياق عرض أكذب القول وأصدقه، نود أن نراجع ما صُرف من الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة٬ ونراجع ما قيل حول جامعة الشدادية منذ العام 1982 وتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية ومعالجة الدورة المستندية والمدن العمالية والدائري الثامن وغيرها من المواضيع.

الكويت اليوم بحاجة لخلق البيئة المناسبة لنقل العبارة الصحيحة وهي «أحسن القول أصدقه»، تأسيا بقول «أحسن الشعر أصدقه» فالتصوير والمبالغة ونقل المعلومات بقصد الـ Show الإعلامي تضر الموضوع ولا تنفع الكويت.

الكويت بحاجة إلى ترك التصور بأن «الكثير يجهل»... و«ماعليك... أنت بس قول وخلاص»، ولا أعني هنا القول الرسمي بل جميع الأقوال التي نصدرها ويطلقها أحبتنا بتصوير محمولة فيه المبالغة التي لا يعتبرها البعض كذباً... يعني مثل ما يردده البعض «كذب رمادي» أو لزوم منهج المعالجة كــ «رد فعل»!

ما نريد هو قول صريح يضمن حس المكاشفة في عملية القياس والعلاج وإن كانت الحقائق مؤلمة.

الحقائق تبقى ثابتة ولا يمكن لنا مسحها من ذاكرة التاريخ التي حفظت كل شيء.

فالوطن مصلحته فوق كل اعتبار آخر... والوطن مصلحته مقدمة على كل شيء جانبي مهما كان تأثيره علينا أفراداً ومجاميع.

فهل سنصل إلى يوم نقرأ فيه أقوالاً تبرهنها أفعال ونردد بعدها... نعم «أحسن القول أصدقه»؟ هذا ما نتمناه ونعتذر إن كانت العبارات فيها ربط بين «أصدق القول أكذبه» وقبلها قول «الشعراء يقولون ما لا يفعلون» بمواضيع أشغلت البعض من أحبتنا وما زلنا نعالج أثارها... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك