الترشيد يبدأ من.. 'الجراغيات'!

زاوية الكتاب

الحكومة تتحدث عن التقشف ثم تحرق الأموال للألعاب النارية.. يكتب زايد الزيد

كتب 5593 مشاهدات 0


النهار

الخلاصة  -  الترشيد يبدأ من.. 'الجراغيات'!

زايد الزيد

 

مع استمرار التصريحات الحكومية بمختلف مستوياتها وأجهزتها وحملاتها الترويجية لضرورة الترشيد وضبط الإنفاق في ظل ما تعانيه الدولة من نتائج تأثيرات انخفاض أسعار النفط، وبرغم هذا كلهُ لم نتفاجأ من الحكومة وسياستها وتصرفاتها التي تأتي دوماً بخلاف ما تدعيه في ما يتعلق بسياسة المصروفات والتقشف، فملايين الدولارات وهبتها الحكومة - ممثلة بصندوق التنمية - كقروض ومنح لجهات ودول في الخارج، ومع مطلع الأسبوع الحالي شهدت البلاد احتفالاً ضخماً لإطلاق الألعاب النارية على شارع الخليج العربي، ولا نعرف حتى الآن حقاً الكلفة الإجمالية لهذا الاحتفال الضخم في ظل الصراخ والضجيج الحكومي عن التقشف!
والأمر جداً محير، فأي تقشف وأي ادعاء حكومي لإيقاف سياسة الهدر يمكن أن نصدقه، في حين أن الحكومة نفسها مازالت بعيدة كل البعد عن «الترشيد»، فكيف تطالب بالتقشف والترشيد وتوجه سهامها نحو المواطنين وجيوبهم وهي لم تقم بالحد الأدنى من الامتثال لما تتطلبه مقتضيات المرحلة- كما تدعي في بياناتها وتصريحات مسؤوليها- وكيف نصدق تلك الادعاءات في حين أن الشفافية غائبة تماما عن الكشف عن مصروفاتها بالآونة الأخيرة حتى يمكننا الحكم على صحة ادعاءات التقشف والترشيد وإيقاف الهدر المالي في خدماتها.
والحقيقة، أن ما تسوقه الحكومة في هذا الجانب لن يصدقه عاقل، وأكاد أجزم على وجود سخط شعبي على هذه الممارسات الحكومية في التبذير، مع الاستمرار بترديد نغمة الترشيد والتقشف في الوقت ذاته، فعلى سبيل المثال وفي خضم الحديث الحكومي عن الترشيد هل بمقدور الحكومة ان تصدر بياناً رسمياً- مدعماً بالمستندات- لتكشف عن المبالغ التي صُرفت في كافة المناسبات والفعاليات المتعلقة باحتفالات الأعياد الوطنية في كافة مرافق الدولة بدءا من أواخر يناير حتى مطلع هذا الأسبوع باحتفالات الألعاب النارية؟ ومع يقيني التام- وليتها تخيّب ظني- بأنها لن تستطيع الكشف عن ذلك، نقول إن التنمية والتقدم يكونان بالمصداقية، والأولوية في حماية الأموال العامة تتحقق بـ «حرق» الجهود وتسخير الأموال لصالح عموم الناس، وليس بـ «حرق» الأموال علناً لمدة بضع ساعات لإطلاق «الجراغيات»!

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك