أمتنا لا ترى النصر إلا في الدم.. صالح الشايجي مستنكراً
زاوية الكتابكتب مارس 6, 2016, 11:45 م 475 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - الأمة المغيبة
صالح الشايجي
يعيش العربي ويموت وهو يحمل عقدة القهر والقصور والدونية والمظلومية.
لقد تربى العربي على ثقافة الوعد المؤجل والنصر المؤجل والغد الأجمل المؤجل.
يقضي حياته في تبرم وتحسر، ينتظر تحقق الوعد الجميل بغد جميل وبالنصر والعزة والرفعة وعلو القدر والمكانة.
هكذا عاشت أجيال العرب في قرونها كافة وفي دهورها كلها وفي عصورها جميعا.
علينا ـ كعرب ـ حاليين ألا نستغرب من بؤس وضعنا، لأننا لسنا استثناء تاريخيا، ولسنا في أحوالنا هذه طارئين على الواقع العربي المستدام، فلم يكن حال العرب يوما، خيرا من حالنا اليوم على ما نحن فيه من تمزق وتهديدات وحروب وشرور وجهل وسوء حال.
ولا تصدقوا ما يقال عن ماض عربي مشرق ومشرف عاشه الأجداد، فذلك نسج مؤرخين وكتاب وحالمين ما عاشوا ذاك الماضي ولا ذاقوا أهواله وويلاته، ولكنهم كتبوا ما كتبوا وهم بعيدون عنه زمانا ومكانا. كتبوه على أرائك الحسرة وجلد الذات واجترار الأمس من أجل تسويد صفحات اليوم، وإحياء فكرة الرجاء والأمل والانتظار والصبر الذي هو «مفتاح الفرج».
العرب عاشوا على فكرة الوعد الذي سيتحقق في يوم من الأيام، وعلى النصر القريب. وعاشوا حياتهم ـ دون سائر الأمم ـ يبحثون عن النصر.
لو سألتهم اليوم عن أي نصر تبحثون، قالوا لك النصر على إسرائيل، ولو سألهم سائل قبل قيام إسرائيل عن أي نصر تبحثون، لقالوا على الاستعمار، وقبل الاستعمار ينتظرون النصر على العثمانيين، وقبل العثمانيين على العباسيين وقبلهم على الأمويين، وعلى أعداء الله والكفار واليهود والنصارى و.. و.. و.. إلخ.. إلخ.. إلخ!!
قوم مهمومون بالنصر لا بالعلم ولا بالعمل، لا بالصحة ولا بالبناء، لا بالصناعة ولا بالزراعة، لا بتنشئة أبنائهم وإعدادهم للحياة من أجل بنائها، ولكنهم يعدونهم للموت والفناء.
لا يدركون أن الانتصار على الذات الواهمة المنتظرة وعلى الوعود المسبوكة وعلى الغد الجميل الذي سيهبط عليهم من السماء، هو النصر الحقيقي.
إن الأمم الأخرى تنظر للنصر في المعامل والمصانع والمختبرات والحقول، فانتصرت ولا تبحث عنه في الحروب والمعارك والقتل، ولا تفرح لكثرة شهدائها.
بينما أمتنا لا ترى النصر إلا في الدم وسوح الوغى، لذلك هي مهزومة أبدا!!
تعليقات