نحن بحاجة إلى ضرورة ضبط إيقاع التغيير.. هكذا يعتقد تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2016, 12:20 ص 513 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - الاستقرار بين الأمان وعلامة الموت!
د. تركي العازمي
كان يحدثنا احد القياديين المتسمين بالكاريزما العالية وكنا في حالة شغف لما يردده، وعبارة - «Stability is a sign of death» - كانت بالنسبة لي على المستوى المؤسسي، يراد منها ضرورة التغيير للحال «الراكدة»، يعني شبه «ميتة» سريريا، حسب ما يصفه الأطباء والعلاج متوفر، لكن التردد حرم المريض من الوقوف على قدميه ليستعيد عافيته.
هذا قبل قرابة عقد من الزمان، ونحن منصتون باهتمام لما يثار من عبارات أشبه بالمحرك الخفي المعنوي الذي يغرس فيك حب التغيير.
وكنت حينذاك اطلعت على بعض المفاهيم القيادية وتحديدا المرتبطة بإدارة التغيير والإستراتيجيات الخاصة بها، وأخبرت الزملاء المقربين حول هاجس التغيير هذا لأننا بحاجة إلى ضرورة ضبط إيقاع التغيير وأن يكون من قبل من نثق بقدراتهم ويشركونا في التغيير كل حسب إختصاصه.
بعض التغييرات مدمرة وهذا ليس بقولي بل مذكور بالحرف «The Stability was illusory» يعني باللغة العربية «إن التغيير كان وهميا»، فلماذا كان وهميا؟
يقول، اعتقد، توم روبن «انه لا يوجد استقرار من دون تضامن ولا يوجد تضامن من دون استقرار»، والتضامن هنا يقصد به تضامن السواد الأعظم وبالأخص «الحكماء العقلاء المتصفين بالرشد والمعرفة».
الحاصل ان ربعنا يعتقدون ان التغيير مهم، وانهم اشبه بالفاتح الذي ينقل المؤسسة من عصر الفجور الإداري الى عالم ينسجه في مخيلته، حيث لا مساواة٬ تضامن٬ وعدالة مؤسساتية في المعالجة للقضايا.
من ظن ان التغييرات التي نتابعها عن كثب وفي شكل شبه يومي، انها تؤول للأحسن فهو «واهم»، الا تلك التي تقوم بها مجموعة قليلة من أحبتنا وأعتقد ان عددهم في انخفاض.
فكيف نكسب جولة الصراع لبلوغ الآمان والابتعاد عن علامات الموت الإداري؟
الاجابة سبق وان عرضناها هنا منذ ان تعلمت أول مفاهيم الإعلام والصحافة السليمة على يد الدكتور بشير العريضي، وهي «المصداقية»، وكان ذلك في عام 1985 وازدادت حساسيتي الأخلاقية لدرجة «اتعبتني» وجعلتني أقلب صفحات الماضي بحثا عن الدروس التي استفاد منها أحبتنا، وكان آخرها حديث عن جامعة الكويت وصلني عبر «الواتس آب» ووقته كان عام 1982... والله يفك عوق الاستقرار من المرض العضال الذي أصابه رغم إن العلاج متاح!
إن كنا نبحث عن الاستقرار المؤسسي المبنى على قواعد حوكمة واخلاقيات مهنة وخلافه من الأطر المحترمة، فلا بد أن نفهم ان الشرط الأول لبلوغه يبدأ من السيرة الذاتية من معرفة ورشد ونزاهة للقائمين على اجندة التغيير المطلوبة فإن صلحوا يكون الاستقرار يقصد منه الأمان لنا ولمجتمعنا، وإن كان خلاف ذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله.
مما تقدم٬ اتمنى أن أكون وفقت في عرض الفرق بين الاستقرار الآمن مؤسساتيا واجتماعيا والاستقرار «المميت» الذي تشاهد معه المعضلات والأخطاء من دون تضامن شامل ولسان حاله يردد «الهون ابرك ما يكون»، فمتى نفيق من غفلتنا اجتماعيا وسياسيا ومؤسساتيا ونقرب الأصلح... الله المستعان.
تعليقات