في الكويت فتش عن القرار في بلد اللاقرار.. يكتب يوسف الشهاب
زاوية الكتابكتب فبراير 28, 2016, 12:09 ص 826 مشاهدات 0
القبس
شرباكة - 'يا ترشيد انفخ.. قال: ماكو برطم'
يوسف الشهاب
سألني البعض في الدواوين، وما أكثرها، ولله الحمد: هل لدى الحكومة نية الترشيد، كما يعلن الوزراء المعنيون عن ذلك؟ فلا أجد من الإجابة سوى اسمع مثلكم، وأظن، وبعض الظن هنا ليس بالإثم إن شاء الله، أن هناك توجهاً في تطبيق الترشيد، لكنه في علم الغيب، ولا أحد يعلم عنه سوى رب العباد سبحانه، وتوقيع صك القرار، وهو الحاضر الغائب عندنا في كثير من المشاريع والتنمية، ومن سار في ركابها وتكاليفها.
منذ انخفاض أسعار النفط، ونحن نسمع عن «طنطنة» الترشيد، سواء في بيانات مجلس الوزراء الأسبوعية والمكتوبة سلفاً قبل عقد الجلسة الأسبوعية المعتادة، أو في قاعة عبدالله السالم، حيث السباق بين السلطتين على هذه السالفة، فلا ندري: ترشيد آت أم اسطوانة استهلاك بالترشيد؟! وأمام ذلك نحن ــــ الحيارى ـــ بين موج يأخذنا الى البحر، وآخر يلقي بنا على الساحل!
في الكويت شيء واحد نعرفه؛ كثرة الكلام عن كل أمورنا التنموية العامة والمهمة، الى درجة الإسراف لا الترشيد، باللغو والتصريحات وغياب القرار النافذ والفاعل للبدء في كل مشروع أو توجه، وحين تسأل يميناً وشمالاً عن سر هذا الغياب في قرار الحكومة لا تجد إجابة سوى بشّ.روا بالخير، والقرار سيوقع، لكنك لا تعرف زمن التوقيع الذي قد يأتي بعد سنة، أو عقد أو قرن من الزمان، وهذا ما جعلنا ـــ وبكل أسف ـــ في آخر الركب الخليجي تنمية وتطوراً وتسهيلاً، حتى في إجراءات الجهاز الوظيفي بالدولة، ولم نجد ما يفرحنا سوى الحديث عن عصرنا الذهبي، الذي كانت فيه الكويت رائدة ونموذجاً مشرقاً لدول المنطقة، فأضعنا ذلك بأيدينا، لأننا لا نريد رؤية القرار الحاسم في إشارة البدء.
يحدثني بعض الوزراء السابقين عن الروتين العقيم بالدولة، وعن غياب القرار وعن الوفود الأجنبية ومكاتب الاستشارات العالمية التي طلبت منها حكوماتنا السابقة والحاضرة إعداد دراسات حول أوضاعنا المالية والاقتصادية وسبل التنمية وإجراءات تنفيذها، وجئنا ــ أيضاً ــ بالعم الخواجة بلير، لإعداد دراسة عن أحوالنا المالية، رغم علمنا بفشله أصلاً في تنمية بلاده، وقد كان رئيساً للوزراء فيها، جئنا به وطاف وجال على المواقع المالية التي يريدها، واجتمع مع من أراد الاجتماع معهم، ثم قدم توصياته بعد ان قبض المقسوم وسافر..!
والنتيجة حفظ كل هذه الدراسات على الرفوف، وربما بالمتحف، ليشاهدها الزوّار من دون الاستفادة منها! فأي ترشيد نتحدث عنه، وأي تنمية نتطلع إليها، ونحن في اتخاذ القرار مكانك سر؟!.. أقول لكم «شوفوا سالفة» غير الترشيد، وعليكم بأكل «العصيد في شتاءٍ، فيه البرد شديد».
* * *
نغزة
في الكويت.. فتش عن القرار في بلد اللاقرار.. كيف نتحدث نهاراً وليلاً عن الترشيد، ونحن أبعد ما نكون عن حسم القرار.. «يا ترشيد انفخ.. قال: ما كو برطم»!.. طال عمرك.
تعليقات