عن الأعياد الوطنية في الكويت- يكتب د.حمود مبرك العازمي

زاوية الكتاب

كتب 1209 مشاهدات 0

د.حمود مبرك العازمي

لاشك ان الاعياد الوطنية لدى الشعوب هي حصاد كفاح مرير، وتضحيات جسام قدمت الشعوب قوافل تثرى من الشهداء اللذين جادوا بدمائهم ذوداً عن كرامتهم واراضيهم دفعا لكل محتل غاصب اراد إخضاع الشعوب لارادته وأراد استثمار خيراتها وسرقتها وتقييد حريتها ، وانتزاع قرارها السيادي على ارضيها، وتحويلها الى عبيد وخدم يسومونهم سوء العذاب، ويمارسون ضدها كل اشكال الاهانة والاذلال.


والكويتيون واحد من هذه الشعوب التي خطت لنفسها ملامح فجرها ومستقبل ابنائها فقد تعرضت تلك الشعوب من احتلال لاراضها ونهب لثرواتها وتقييد لحرية ابنائها، وإخضاعها لمشيئة المحتل.


فما كان من خيار امام الشعب الكويتي الا ان يستخدم نخوته وغيرته وشجاعته فانتفض ثائراً لاسترداد كرامته وانتزاع حريته وسيادته على ارضه والتصرف بخيرات وطنه، ولا عجب في ذلك فقد ساهمت رمال الصحراء الشديدة الحرارة وركوبهم البحر لشهور طويلة، والمحافظة على تقاليدهم وقيمهم ودينهم وكرامتهم في اعدادهم رجالاً اشداء اهلتهم لخوض صراع مرير لدفع الظلم والعدوان لتخليص وطنهم من قبضة المحتل الغاشم حيث توج هذا الكفاح بنصر مؤزر في الخامس والعشرين من فبراير عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ومازال هذا اليوم وسيبقى موضع فخر واعتزاز على مر التاريخ والأجيال.

ولم يهن الشعب الكويتي ولم يبخل في تقديم التضحيات بعد أن غدر به الأخ الشقيق والجار القريب تمثل ذلك في الغزو العراقي لدولة الكويت مدفوعاً لعى البصر والبصيرة مدعياً زوراً وبهتاناً بأن الكويت محافظة تابعة للعراق.

حيث استيقظ الشعب الكويتي في اليوم الثاني من اغسطس عام ألف وتسعمائة وتسعين على هدير المدرعات وازيز الطائرات وطقطقة أحذية المشاة ، حيث مارس ابشع انواع الاذلال وشتى الوان العذاب رداً على الصنيع الجميل لدولة الكويت وشعبها مع الشقيقة العراق حيث وقف جانبه مؤيداً وداعماً في حربه مع إيران.


واستكمالاً لمسيرة الكفاح وتعزيزاً للسيادة والاستقلال فقد انتفض الشعب الكويتي مارداً ولم يبخل في إثراء المسيرة بتقديم التضحيات الجليلة مؤيداً من الاشقاء والاصدقاء حيث افضت إلو استعادة الكويت وشعبها لحريتهم على ارضهم وعودة سيادتهم على ترابهم الوطني في السادس والعشرين من فبراير عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين.


ويضيق بنا المقام اذا اردنا ان نفصل القول لما عاناه الكويتيون جراء الهمجية الموغلة في التوحش وما قدمه الكويتيون من تضحيات حيث اتحد رجالهم ونسائهم ليسطروا اسمى الأمثلة في الاخلاص والتفاني ليؤول في النهاية الى نصر آخر عزز مسيرة الاستقلال. وثبت اركانها وارسى دعائمها ، فبدأ مسيرة يقودها الوالد والامير المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي عهد الأمين المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح.


اننا وفي هذه الايام السعيدة على قلوبنا جميعاً والشعب الكويتي يحتفل بعيدي الاستقلال والتحرير نتقدم من مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد قائد الانسانية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح بأحر التهاني وأسمى التبريك بهاتين المناسبتين العظيمتين سائلين المولى عز وجل أن يجنب الكويت وشعبها المكروه وكل المكروه وان يحفظ أهل الكويت ويحفظ الكويت لأهلها ويمن عليها بنعمة الأمن والأمان.

المواطن
الدكتور حمود مبرك العازمي

 

الآن - رأي: د.حمود مبرك العازمي

تعليقات

اكتب تعليقك