الثروة الحقيقية لرأسماليي البلد هو المال وليس التراث.. وليد الرجيب مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 502 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  -  المال أهم من التراث

وليد الرجيب

 

من المؤسف ألا تهتم الكويت وبورجوازيتها بالثقافة والتراث بقدر اهتمامهما بالربح، وليس لديهما اعتداد بالتراث التاريخي الوطني والحضاري ودلائله من مبان وآثار، فمنذ بدء الكويت الحديثة ومباشرة سياسة التثمين، تم هدم الكثير من المباني القديمة، التي تعكس تاريخ البلد والمجتمع، لتقام مكانها مجمعات تجارية، فالثروة الحقيقية بالنسبة لرأسماليي البلد هو المال وتراكمه، ولا يعتبرون أن التراث ثروة لا تقدر بثمن، كما يفعل نظراؤهم في بقية الدول.

ونتذكر في الماضي القريب، هدم مجسم الكرة الأرضية عند مدخل ثانوية الشويخ، التي تحولت إلى جامعة الكويت، هذا المجسم كان يصور في الكروت السياحية، كمعلم من معالم البلد قبل بناء أبراج الكويت، وهذا المعلم لا تعرفة أجيالنا الجديدة، كما نتذكر متحف الكويت القديم أو «بيت الشيخ خزعل»، وكيف آل حاله الى الخراب، بحيث لم تستطع الدولة ترميمه حتى الآن.

ومن الكوارث التراثية الثقافية أيضا، النية لتحويل جزيرة فيلكا وجزر الكويت الأخرى إلى مناطق سياحية، بحيث تبنى فيها فنادق ومنتجعات، دون مراعاة أن هذه المنشآت ستبنى فوق آثار تاريخية لم ينقب عنها حتى الآن.

وهناك نية لهدم بيت لوذان في السالمية، وهو كان منزل الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله، وهو يعتبر تحفة فنية وشاهدا على التاريخ، ليبنى مكانه مجمع تجاري يحوي مقاهي ومحلات تجارية، وهكذا يقضم تراثنا قطعة قطعة، حتى نصبح بلا تراث إلا من قرى تراثية من «الشينكو» والخشب، قرى وأسواق مزيفة وتقليدها للماضي يثير السخرية والألم.

لقد تحولت الكويت إلى غابات اسمنتية بشعة وغير متناسقة، وزالت عنها مسحة الهوية الكويتية والجمال الفني، ولم يعد لدينا ما يشكل هويتنا الحضارية، وهذا يحدث والكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ55، أي في الوقت الذي يجب أن يفخر فيه الإنسان الكويتي بإنجاز الآباء والأجداد.

لكنها الرأسمالية، التي لا تهتم بالبيئة ولا بالتراث ولا بالهوية، وكل ما يهمها هو الربح وتعاظمه، والأولى هو تجديد البنى التحتية من مستشفيات وشوارع ومرافق، والحفاظ على ما تبقى من مبانينا التراثية، مثلما تحرص دول العالم، التي تتسابق لتدرج تراثها ضمن التراث العالمي في اليونسكو، وحتى الدول الفقيرة التي لا تملك ثروات، تحرص على انفاق المبالغ الكبيرة، من أجل الحفاظ على هويتها وشخصيتها المستقلة، وتفاخر بها وتنافس بها الدول الأخرى، ولكن لأن بورجوازيتنا طفيلية واقتصادنا ريعي متخلف، فالمباني التاريخية لا تعني لها سوى مساحات مهدورة، بينما حافظت البورجوازيات العريقة في الدول الرأسمالية، على تراث الملكيات والإقطاعيات التي أسقطتها، فهدم التراث هو وحشية وتخلف.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك