وزارة التربية تحتاج إلى خطة علاج طويلة المدى.. كما يرى فيحان العازمي

زاوية الكتاب

كتب 499 مشاهدات 0


النهار

إضاءات  -  إعادة تأهيل 'التربية'

فيحان العازمي

 

جاء خبر سقوط مبنى منطقة حولي التعليمية كالصاعقة على كل مرتادي أدوات التواصل الاجتماعي، حيث مثّل هذا الخبر وأعاد الى الاذهان مدى الاهمال الحاصل في كل جنبات وزارة التربية، هذا الاهمال الذي خرج عن ضعف الكوادر التعليمية العاملة التي تخرج لنا اجيالا لا تعرف شيئا الى ضعف المباني وتهالكها رغم ان هذا المبنى المشار اليه حديث البناء وتم تسليمه وممارسة العمل في داخله منذ سنوات قليلة.
ان هذا الفساد الذي صار ينهش في كل اركان هذه الوزارة العتيقة التي تستنزف المليارات سنويا يتطلب من حكومتنا ومجلس امتنا الوقوف مع النفس والتفكير بحيادية ووضع إجابات للكثير من الاسئلة التي نجد لها ردودا قد لا ترضي المسؤولين ومن هذه الاسئلة:
ما السر في ضعف المنتج التعليمي في جميع الصفوف من الابتدائي والمتوسطة والثانوي؟! حيث بُلينا في السنوات الاخيرة بطلاب يحصلون على شهادات مختلفة من مدارسنا وهم ليسوا اهلا لهذه الشهادة، ومن وجهة نظري المتواضعة ان هناك اسبابا مختلفة لهذا النتاج التعليمي المتدني وعلى رأس ذلك الخطط التعليمية والمناهج التي تحتاج الى التنقيح والتعديل والتطوير.
ايضا المعلم الذي يقوم بايصال الدرس حيث يقوم اختياره اولا واخيرا على تقدير «جيد» وعدم النظر الى كفاءته وخبرته.
ان وزارة التربية والتعليم تحتاج منا جميعا الى خطة علاج طويلة المدى حيث يجب تأهيل العقول والاهتمام بها وتدريبها ثم تأهيل المباني التي تتساقط يوما بعد يوم على رؤوس الطلاب، فلم يمر علينا أقل من عام عندما احترقت فصول دراسية مصنوعة من الكيربي ولولا فضل الله سبحانه وتعالى لكانت حدثت مأساة كبيرة.
وتتوالى على وزارتنا المآسي فبالأمس القريب سقط مبنى منطقة حولي التعليمية الذي انشئ منذ سنوات قليلة ايضا ولولا فضل الله علينا لحدثت ايضا كارثة بالمعنى الحقيقي ولكن الله سلَّم ان حدثت الكارثة عندما كان المبنى فارغاً تماما من مرتاديه.
إننا نحتاج الى وقفة مع النفس لاعادة تقييم كل مخرجاتنا التعليمية «فالعلم يرفع بيوتا لا عماد لها... والجهل يهدم بيوت العز والكرم»، وهذه الوقفة تحتاج الى تسخير جميع امكاناتنا من أجل تطوير مدارسنا عقلا ومبنى، والدفع بكل الطرق من أجل اللحاق بركب مسيرة العلم في الدول المتقدمة التي سبقتنا بسنين ضوئية.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك