ما تنتظره الشعوب العربية هو التكامل.. بوجهة نظر عادل الإبراهيم
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2016, 11:31 م 638 مشاهدات 0
الأنباء
قضية ورأي - القرار السعودي والاعتذار المغربي
لواء متقاعد د. عادل إبراهيم الإبراهيم
حدثان مهمان على صعيد العالم العربي يضعان النقاط فوق الحروف على مستوى العلاقات بين الدول العربية، أولهما القرار السعودي المتمثل في وقف المساعدة العسكرية للبنان نظرا للمواقف المعادية التي اتخذها لبنان ضد المملكة العربية السعودية ولعل أهمها عدم إدانته للاعتداء الإيراني على بعثاتها الديبلوماسية في إيران أثناء اجتماع الجامعة العربية قبل فترة وما ولد هذا القرار من عاصفة ستزداد حدتها خلال الأيام القادمة داخل أروقة السياسة اللبنانية وخلط الأوراق فيها وما قد تسفر عنه من اضطرابات وردود أفعال غير محسوبة لها إسقاطاتها على التضامن العربي.
والحدث الآخر هو اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية الدورية الشهر القادم مسببة ذلك القرار بأن القمة لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي وغياب قرارات مهمة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عامة وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخطأ عن الوحدة العربية والتضامن بين دول العالم العربي.
هذان الحدثان من وجهة نظري يستحقان الوقوف عندهما نظرا للوضوح في التسبيب سواء على مستوى القرار السعودي تجاه لبنان على الرغم مما تتميز به العلاقات بين البلدين من قوة ومتانة ولكن طفح الكيل كما يقول المثل العربي من المواقف السلبية اللبنانية تجاه السعودية والتي يجب ان تكون مساندة لها لا ان تأخذ مساعداتها وتقف ضدها، من هنا فإن الموقف السعودي بتصحيح مسار العلاقات يجب أن يكون مثالا للعلاقات بين الدول وان ترتبط المساعدات بمواقف مؤيدة والا فما فائدة تلك المساعدات اذا كانت اليد التي تتسلمها لا تقدرها؟! وحسنا فعلت العديد من الدول الخليجية بتضامنها مع المملكة العربية السعودية في موقفها من لبنان الشقيق والذي نتمنى له استقرارا سياسيا يعيده إلى الساحة العربية بعيدا عن التجاذبات الإقليمية.
اما القرار المغربي فقد عبر بصورة مباشرة عما يختلج في صدور ابناء الوطن العربي الواسع والصراحة الشديدة فيه بأن اللقاءات على مستوى القمة ليست على مستوى ما يشهده العالم العربي من اضطرابات تستدعي قرارات مهمة وهي غائبة عن القمة القادمة.
نعم ما احوجنا في هذه الظروف السياسية الشديدة الخطورة إلى تحقيق التضامن العربي وان تكون القرارات الصادرة على مستوى الأحداث لا أن يجتمع القادة متحدين أمام الإعلام ومختلفين في القاعات المغلقة، ونقولها بصراحة: كفى العالم العربي مجاملات وإعطاء شعوب العالم العربي انطباعات خاطئة عن التضامن العربي وهو في الواقع أبعد ما يكون وهذا ما نشهده الآن من فرقة واختلافات.
وما تنتظره الشعوب العربية هو التكامل وتحقيق الغايات والقرارات التي اتخذت من قبل ولم تر لها تطبيقا على ارض الواقع.
من هنا فإن هذين الحدثين القرار السعودي والاعتذار المغربي ستكون لهما تداعيات في المنظور القريب والبعيد على مستوى العلاقات بين الدول العربية ولعلهما يكونان البداية لتصحيح مسار الدول العربية في علاقتها مع بعضها البعض في القادم من الأيام.
تعليقات