وزارة الأشغال أسوأ الوزارات.. برأي علي البغلي
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2016, 11:52 م 2152 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم - ألا تعرفون نظرية الثواب والعقاب؟!
علي أحمد البغلي
مع احترامي لجميع العاملين فيها من الوزير الى الغفير، على الصعيد الشخصي، فإني أقولها من دون وجل ولا تردد: ان وزارة الأشغال العامة الكويتية الحالية في خدماتها وادائها هي أسوأ أمثالها من الوزارات، وربما على الكرة الأرضية!
انظروا الى الحصى المتطاير والطرقات التي لم يعد تبليطها منذ يجاوز العقود، وفي مناطق سكنية داخلية، كالدعية مثلاً، فأنا اجزم انه لم يعد تبليط شوارعها المملوءة بالحفر منذ أن كنت نائباً ممثلاً لها في مجلس الأمة 1994-1992! نظرة إلى المشاريع المتعثرة كمطار الكويت - جامعة الكويت - مستشفى جابر.. الخ.
انظروا الى المشاريع التي تولت الإشراف على بنائها وإنهائها جهات أخرى (كالديوان الأميري) في فترة قياسية وبانجاز مشرق رائع!
وعشرات المثالب والعيوب التي تنخر في جسد تلك الوزارة الهرمة، يكفي تسلم معظم مسؤوليها المشاريع المملوءة بالعيوب من دون خشية من خالق أو مخلوق أو تأنيب ضمير ، لقاء ما يلقبه أهل الكويت «بوسخ الدنيا»!
***
هذه الوزارة التي لا يداوم فيها المئات من موظفيها، مهندسين وغيرهم.. وقد كتبت عن «حرامي الدوام»، «مهرج الحراك»، «راعي النحشة لبلاد الأناضول» وعدم دوامه هناك مع أن لحم أكتافه وأولاده من أموال الوزارة العامة، وعدم دوام المذكور ليس إشاعة، بل أمر أكده لي أحد وزراء تلك الوزارة المنكوبة السابقين!
ما أثارني هو خبر نشرته القبس 18 فبراير الجاري، مفاده أن الوزارة رصدت 5 ملايين دينار للأعمال الممتازة خلال العام المالي الحالي.. مشيرة، نقلاً عن أحد المصادر المسؤولة بالوزارة، «الى أن أغلب القطاعات انتهت من تقييم موظفيها، متوقعاً صرف المبالغ خلال مايو القادم! وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يستفيد من المكافأة 50 في المئة من موظفي الوزارة الذين يتجاوز عددهم 12 ألفا».. انتهى.
عندما قرأت الخبر كدت أقع على ظهري من الضحك والاستغراب، وأراهن أن هذا الشعور ملأ كيان العشرات غيري، فهذي الكويت صل على النبي، يظهر أنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تؤمن ولا تطبق مبدأ الثواب والعقاب!
***
أحد معارفي القدماء من الصديقات العزيزات والمثقفات المتناقصات في زمننا هذا.. زمن وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وأخواتها من البلاوي التي من الصعب علينا الاستغناء عنها، بعد أن أصبحت جزءاً من حياتنا! السيدة أم يعرب اقترحت اقتراحاً حضارياً أرجعني عقودا الى الوراء.. اقتراحها مفاده أن أكتب في هامش عمودي ملخص كتاب قرأته، حتى يستفيد الكبير والصغير ، وبالأخص الجيل الجديد الغائب تماماً عن ثقافة الكتاب الذي نهلنا من معارفه قبل أن تحل علينا بلاوي أو بركات السوشيال ميديا لا فرق!
وانصياعاً لطلب العزيزة أم يعرب، أحاول تلخيص كتاب شيق قرأته الاسبوع الماضي، وانتهيت منه في ساعتين فقط لا غير! واسمه كتاب «الأقدار» لمؤلفه الدكتور أحمد مراد. وهي قصة تاريخية -معاصرة - مشوقة، تدور فصولها الأولى في ممالك الأندلس العربية بالقرن العاشر الميلادي، والمؤامرات بين ملوكها وحكامها واستعانتهم بالأجنبي المسيحي الذي أزاحهم من ملكهم، الذي بكوا عليه كالنساء، لأنهم لم يحافظوا عليه كالرجال.. أحد الملوك يهديه أحدهم كتابا اسمه الأقدار، محررا باللغات العربية والعبرية واليونانية، يقال انك إذا كتبت أمنيتك في احدى صفحاته، فإنها تتحقق! ينتهي الأمر بالكتاب السحري الى مكتبة الفاتيكان، وهي ثالث مكتبة في العالم بعد مكتبة الكونغرس ومكتبة روسيا الكبرى.. ويودع في أقوى خزائنها.. ولكن تتم سرقته بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة.. وللحديث عن كتاب الأقدار بقية ان شاء الله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات