أماني العدواني تكتب - 'المساواة في الظلم ليست عدلا'

زاوية الكتاب

كتب 1437 مشاهدات 0

صورة تعبيرية

ولازال مسلسل التخبط في القرارات الحكومية مستمرا ولا زالت العشوائية هي سيدة الموقف في حل الأزمات ولازال سوء التخطيط وسوء الادارة مظهرا من مظاهر الممارسات الحكومية .
أن يخرج لنا وزير ويصرح بأن الحكومة ستتعامل مع هبوط أسعار النفط والذي يعتبر أساس الاقتصاد الكويتي من خلال اتباع سياسة التقشف وشد الحزام والتركيز على الأولويات فهذا أمر طبيعي ومتوقع ، ولكن أن تبدأ الحكومة تقشفها بقرارات صادمة وغير منطقية من خلال تخفيض مخصصات المبتعثين للعلاج في الخارج فهذا والله قمة الظلم وهذا مالا يقبله عقل ولا منطق ، فالمساواة في الظلم ليست عدلا يا سعادة الوزير .
كلنا نعرف الفساد الذي يحيط بملف العلاج في الخارج وكلنا يعرف الاجراءات والمجاملات التي يتم ابتعاث المرضى من خلالها وعلى أساسها للعلاج وذلك محاباة وارضاء لبعض المتنفذين ، والذي تسبب في اهدار المال العام واسراف في باب من أبواب الميزانية .الأمر الذي أوجد ثلاثة فئات تبتعث للعلاج في الخارج... فئة مريضة بأمراض شرسة ومستعصية وفتاكة تستدعي علاجها خارج البلاد في ظل تردي القطاع الصحي لدينا وافتقاره للخبرات المدربة والكفاءات العالية التي آثرت الهجرة بحثا عن التقدير .
أما الفئة الثانية فهي فئة مريضة بأمراض بسيطة يتوفر علاجها في البلاد ولا تستدعي العلاج في الخارج ، والطامة الكبرى هي الفئة الثالثة والأخيرة فهي فئة متمارضة لا تشتكي من أي مرض وعلة ولكنها طمعت بتلك الأموال التي تصرف للمرضى هناك وأصبحت تبتعث بغرض السياحة والنقاهة ويسر لها الأمر تلك الواسطات والمحسوبيات التي تحيط باجراءات العلاج في الخارج ...
أن تطبق القانون على الجميع يا سعادة الوزير بدون أن تنظر إلى اختلاف ظروفهم وحالاتهم وأمراضهم فذلك والله قمة الظلم والاجحاف وليس من العدل والإنصاف من شي.
فإن كنت تريد أن تحل تلك المشكلة والتي ترون بأنها مهدرة للمال العام و تناقض سياسة شد الحزام التي بدأتوا بها مؤخرا فهنالك الكثير من الحلول التي لا تمس الفئة المريضة والتي تحتاج الى الابتعاث للخارج و تقوض وتردع كل من يدعي المرض ، فمن الممكن أن يتم تحديد الأمراض التي تحتاج للعلاج في الخارج كأمراض القلب وأمراض السرطان وأمراض المناعة والعظام الشرسة والفتاكة ، كما يجب التشديد على لجان العلاج في الخارج واستقلالية تلك اللجان من سيطرة بعض النواب والمتنفذين و ابعادها عن الواسطات والمحسوبيات التي لطالما مورست في هذا الجانب .
كما يجب التركيز على القطاع الصحي في الكويت ويصبح الاستثمار في داخل البلد من خلال انشاء مدن صحية وتوفير كوادر واستشاريين على قدر عالي من الكفاءة والخبرة.

أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك