عملية بناء الوطن لا تأتي عبر الصراخ والاصطدام.. هذا ما يراه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 446 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  خالد الجميعان... ولقاء 1987

د. تركي العازمي

 

نشر في جريدة «الراي» السبت الماضي لقاء مع النائب الوزير السابق خالد الجميعان، وشد انتباهي رده حول بعض الأسئلة.

فحول إعطاء الناخب الصوت لأخيه أو لابن عمه٬ يقول إنها مرتبطة ببناء وطن والارتقاء بطرح وآمال شعب.

وحول الاعتقاد بأن اصطدام المجلس بالحكومة دليل قوتها٬ ذكر الجميعان أنه ضد هذه الفكرة ولسنا بحاجة إلى مجالس صدامية، وهذا هو الخطأ الكبير مثل ما حدث عام 2012 حيث تحول المجلس بالكامل للمعارضة.

وعن احتكار القبائل لمجلس الأمة٬ يقول بو سالم إنه من الخطأ أن تحتكر أربع أو خمس قبائل الغالبية العظمى من مقاعد البرلمان في كل الانتخابات التي جرت وفق نظام الأربع أصوات بسبب الفرعيات «المجرمة» قانونيا.

بو سالم عندما كان وزيرا للمواصلات أجريت معه لقاء صحافيا في عام 1987 ومازلت أحتفظ بملفات، تضمنتها لقاءات صحافية في بداية العمل بمهنة المتاعب وهذا ما دفعني للتعليق على ما جاء في لقائه مع «الراي».

نعم، أتفق معه في عدم وجوب إعطاء الصوت «الأمانة» للأخ أو ابن العم أو القريب مهما كانت الصلة ما لم يكن مستحقا للصوت، فهي كما ذكر مرتبطة بعملية بناء وطن.

وعملية بناء الوطن لا تأتي عبر «الصراخ ـ الاصطدام»، فكثيرة هي القضايا الممكن حلها تجد نصيبها من الحلول الناجعة عبر المناقشة الهادئة الموضوعية والمكاشفة التي يكون فيها مستوى الارتياح بين الطرفين عاليا وان كنت أختلف معه في ان «الفرعيات» قد ولت إلى غير رجعة... فالبعض «يتفنن» الآن بعد الصوت الواحد في إجراء فرعي غير معلن بين «الفخذ» وليس القبيلة، بمعنى أن القبلية أثرها أصبح أشد والبعض وإن ارتفع مستوى تحصيله العلمي تظل ثقافته متدنية وإلا كيف لنا بقبول منح الصوت لغير مستحقيه!!

من وجهة نظري٬ أتفق مع النائب الوزير السابق خالد الجميعان بأن نظام الصوت الواحد أعطى المجال للأقليات التي أظهرت كفاءات وعزز مفهوم الصوت الواحد أهمية الصوت الذي يعتبر أمانة... فالناخب عنده صوت واحد فقط ويجب أن يمنحه للكفاءة بغض النظر عن القبيلة/الكتلة/المجموعة التي ينتمي لها، ولو أنني أرى اننا ما زلنا في بداية تطبيق هذا السلوك المحبذ، لأن العملية مرتبطة بثقافة الناخبين التي تواجه بعض المرشحين الذين يرون في أنفسهم انهم الافضل ولا يجب منح الصوت لسواهم نظير خدمات تقدم وغيرها من الهبات التي تمنح والتي تعتبر واجب المرشح للناخبين، وبعضها يندرج تحت مسميات عدة وبطرق غير مباشرة.

مختصر القول٬ إن أبا سالم النائب الوزير السابق خالد الجميعان الذي عايش العصر الذهبي لمجلس الأمة لدورتي 1981 و1985 أعادني للذكريات الجميلة في عصر لا توجد فيه صراعات بالوكالة ولا معارضة صورية وإن شهدت بعض الاستجوابات «القوية» إلا أنها طويت بموضوعيتها وحسن إدارتها.

نحن الآن بحاجة إلى المشاركة في الصوت الواحد، وأن يكون هناك اختيار مبني على الكفاءة فقط، وكم أتمنى أن نشهد عودة معارضة معتدلة بثوب جديد وبرنامج محدد يراقب من قبل قاعدة الناخبين وتكون مجردة من أي مصلحة أو ارتباط «يحركها بالريموت» وأعتقد ان كثيرا من الناخبين من فئة الشباب قد تعلموا من دروس الماضي القريب وأظن إن شاء الله ان اختياراتهم المقبلة ستكون أفضل... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك