التحرك الأخير لدول الخليج على الساحة السياسية ملفت ومبشر.. بنظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 515 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  بشائر النصر في كل مكان

د. وائل الحساوي

 

قضايا السياسة شائكة ومزعجة، لا سيما إذا ارتبطت بدول لا تحترم المواثيق الدولية ولا تهتم بشعوبها، ودول تكذب في كلامها ووعودها، ولا شك أن الوضع الدولي في هذه الأيام مكهرب ودامٍ، وكثير من بلداننا العربية هي ضحية لتآمر دولي لم نشهده منذ عقود. ولكن يبقى الأمل في الله تعالى كبيراً ولا يمكن أن ينقطع.

التحرك الأخير لدول الخليج على الساحة السياسية ملفت ومبشر، وقد اضطرت الأحداث القاسية دولنا إلى اتخاذ المبادرات والاعتماد على نفسها، وهذا في حد ذاته انتصار كبير بإذن الله، فأحداث اليمن الدامية واحتلال بلد من أكبر البلدان العربية بسبب تآمر بين إيران وشرذمة من المجرمين قد حرك النخوة والغيرة عند حكام الخليج، الذين أدركوا ما قد يجره سكوتهم على ما حدث وأن أطماع الدولة الفارسية المدعومة بتخاذل الولايات المتحدة الأميركية وسكوتها على انتهاكاتها المتواصلة وافتخارها باحتلال أربع دول عربية، هذا السكوت سيؤدي حتماً إلى مرحلة اللا عودة، وقد شاهدنا كيف كان لتحرك السعودية في اللحظة الأخيرة ودخول قواتها إلى البحرين من أثر في لجم أطماع إيران.

كما كان لقيام «عاصفة الحزم» في اليمن أبلغ الأثر في إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، وكانت صدمة للجميع ممن لم يصدقوا بأن دول الخليج يمكن أن تجرؤ على تلك الخطوة!!

وبالفعل فقد كادت تلك العملية أن تؤتي أكلها وتعيد التوازن إلى اليمن بالرغم من شراسة الحوثيين وجنود المخلوع صالح، وبدأت بشائر النصر تلوح بإذن الله تعالى في الأفق، ولم يتبق غير العاصمة صنعاء وبعض جيوب المقاومة.

أما الخطوة الجريئة التي أعلنتها السعودية أخيراً بأنها سترسل جيوشاً برية إلى سورية لمقاتلة «داعش»، فهذه الخطوة المباركة أربكت إيران والروس وراحا يهددان ويتوعدان، بل اعتبر رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف بأنها قد تؤدي إلى إطالة الصراع في المنطقة، وقد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، بينما هددت إيران بأنها لن تسكت على ذلك التدخل، فذلك التصريح للسعودية أربك حساباتهم بعدما اعتقدوا بأنهم قد حصلوا على ثمرة تدخلهم السافر في سورية، وكادت حلب ودرعا وحمص وغيرها من المدن تسقط في أيديهم دون منازع، ولكن تلك الجرأة من دول الخليج وتركيا غيرت حساباتهم بفضل الله تعالى!! وراح التلفزيون الروسي يعقد البرنامج تلو الآخر لمناقشة توقعات التدخل البري الخليجي - التركي في سورية!!

صدق الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بأن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وهؤلاء المجرمون لا يفهمون إلا لغة القوة والتهديد، ونحن على استعداد للوصول إلى أقصى الافتراضات، حتى المواجهة المسلحة مع إيران وروسيا إذا ما تطلب الأمر ذلك، فكرامتنا وعزتنا أعظم لدينا من مصالحنا القومية!!

وهنالك مبشر آخر في ليبيا بعد أن اتفقت الأطراف المتصارعة على تشكيل حكومة ليبية دائمة وزال خطر الانقسام بإذن الله.

إن هذه التجارب المريرة علمتنا دروساً قيّمة لم نكن لنتعلمها لو أننا بقينا معتمدين على الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية.

جزى الله الشدائد كل خير

أبانت لي صديقي من عدوي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك