الإرهاب.. يدق ناقوس الخطر

عربي و دولي

وزير خارجية قطر: الطغيان والتهميش أرضاً خصبا للمنظمات الإرهابية

1201 مشاهدات 0



أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، أن فَهْم الجغرافيا السياسية الجديدة للشرق الأوسط، يتطلب طرح تساؤل يكمُن في كيفية تحول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من زمن الإصلاح السياسي المحتمل إلى زمن الصراعات والنزاعات.

وأشار ، في كلمة له في حلقة نقاشية تحت عنوان 'الخلافات المتزايدة، انتقال السلطة الجغرافيا السياسية الجديدة في الشرق الأوسط'، خلال مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ52، إلى أنه إذا تم تناول الأمر من الناحية السكانية، فإن ما يزيد عن نسبة الـ(6) في المائة من سكان العالم يسكنون في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل هذه النسبة المسلمين والمسيحيين والعرب والأكراد، موضحا أن 57,6 مليون نسمة في حاجة لمساعدات إنسانية، منهم (17,7) مليون نسمة إما نازحون داخليا أو لاجئون هاربون من النزاع والاضطهاد.

وأكد وزير الخارجية القطري أهمية مناقشة توازن القوى في زمن التوترات المتصاعدة بين الأطراف الإقليميين الفاعلين، مشددا على أن الأمر الأكثر إلحاحا مناقشة مصير ملايين الأسر والمجتمعات التي تعيش في ظل الاضطهاد في الشرق الأوسط.

وأضاف أن 'المنطقة أصلا ترزح تحت وطأة نفوذ طاغٍ لعوامل رئيسة من عدم الاستقرار، بالتحديد التصعيد المستمر والحصار المركب ضد الشعب الفلسطيني، فغياب الحل العادل وفقدان الأمل في أي خطوة تصحيحية من المجتمع الدولي لإنهاء أحد آخر الاحتلالات على الأرض هو - في حد ذاته - عامل عدم استقرار في الشرق الأوسط'.

وبيَّن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني - في كلمته - أن 'الطغيان يعتبر القوة المحركة خلف التهميش السياسي والاجتماعي، والاضطهاد العنيف والأكثر أهمية من ذلك هو تصاعد معدل الإرهاب العابر للحدود'.

وأوضح سعادته أن 'المنطقة تعيش جواً من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، والفوضى، وعدم الاستقرار، وهذا بدوره عمل على إيجاد جو ملائم لجميع أنواع المصالح المدمرة، بَدْءًا من المنظمات الإرهابية التي وجدت مرتعاً خصباً بين الفئات المحبطة والمحرومة'.

وقال إنه في حالة سوريا، فإن وحشية النظام غير المسبوقة وفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين من القصف الهائل نتجَتْ عنه حالتان رئيستان؛ الأولى عسكرة الثورة المدنية الأصلية وتحولها، والأخرى تصاعد نفوذ الجماعات الخارجية التي استغلت الفراغ في السلطة، واكتسبت أراضي في كل من سوريا والعراق.

وأشار وزير الخارجية إلى أنه تاريخياً كان التعايش بين مختلف الأديان والطوائف والأعراق عامل إثراء لثقافتنا ومجتمعنا، بيد أن تسييس الخلافات الطائفية إنما هو ظاهرة حديثة، وقد استخدمت للأسف واستُنسِخت من قبل القوى الإقليمية والدولية، وقد شجعها في ذلك التنافس القائم بين الدول.

وأضاف: 'اعتقادنا الراسخ هو أنه لكي نتصدى لتداعيات تغير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، لا بد لنا من اتباع نهجٍ مزدوج تجاه الجهود الدولية الجماعية. وفي حاجة كذلك لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، بالتحديد الأنظمة القمعية في سياق مكافحة التطرف العنيف والإرهاب'.

وشدد على أن إيجاد رؤية مشتركة لمستقبل شامل للجميع في الشرق الأوسط، قائمة على أساس احترام حقوق الإنسان ونبذ الإرهاب والاستبداد على حد السواء، هي أملنا الوحيد لحماية مصير شعوب المنطقة.

الآن- صحف

تعليقات

اكتب تعليقك