الديمقراطية أثبتت أنها ليست الحل الأمثل.. كما ترى أروى الوقيان
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2016, 12:17 ص 576 مشاهدات 0
الجريدة
منظور آخر - الديمقراطية لا تنفع أحياناً
أروى الوقيان
نحن لا نملك سوى الفخر بماضينا المزدهر الحافل بالإنجازات على جميع المحافل الفنية والسياسية والثقافية والاقتصادية، واليوم لا نملك سوى ندب الحظ والتحسر على ماض جميل وحاضر مؤلم.
أثبتت الديمقراطية أنها ليست الحل الأمثل، عكس ما كنا نظن طوال هذه السنوات، فلم نكن نتخيل أنها تعني الخوف من كل شيء، من الفرح والسياحة ومراقبتنا وكأن الدولة هي الوصي.
المواطن بات يهرب للاستثمار في الخارج بسبب التعقيدات في الداخل، فالسياحة في الكويت مخصصة للعائلات، وعدا ذلك، فهي تهضم حق الرجل والمرأة العازبين، فلا تسمح لهما مثلاً باستئجار شاليه أو تغيير الجو بالإقامة في أحد الفنادق الفخمة، فتجدهم يسردون عليك سلسلة من الممنوعات، أولها أنك كويتي أو كويتية، وذلك يمنعك من السكن في أي فندق ومنتجع محترم، لأنهم يجدون أن الكويتي والكويتية أفراد منحرفون لا يحق لهم الاستمتاع في بلدهم الذي ينظر لهم بعين المراقب الحاقد.
وبينما نحن هنا نمنع سكان البلد من الاستمتاع فيه، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات الاثنين 8 فبراير الجاري عملية تغييرات هيكلية في تاريخ الدولة، تشمل استحداث وزارتي دولة للسعادة وأخرى للتسامح، وتعد هذه المرة الأولى في العالم التي تسمي حكومة وزيراً متخصصاً في تحقيق سعادة المجتمع، وقبلها بأيام طلب بن راشد من الجامعات في الإمارات ترشيح 3 شباب، و3 شابات، من كل جامعة ممن تخرج بامتياز في آخر عامين، أو ممن هم في سنواتهم الأخيرة لاختيار وزير منهم.
هذا الإجراء يعدّ ترفا نحلم به في الكويت، نحن لا نريد أن نشطح بالأحلام لاستحداث وزارة للتسامح والسعادة، بل نريد أن نشعر بالسعادة في بلدنا الذي بات يهددنا مؤخرا في إمكانية تقليص معاشاتنا لوجود عجز في الميزانية، ناهيك عن المخاوف المستمرة بسبب انخفاض أسعار النفط، فنعيش رعبا من المستقبل لأن الكويت الغنية لم تستثمر في السياحة أو المشاريع الكبيرة، لكنها تحولت إلى ثكنة من القوانين المتعسفة والقرارات التي تأخذ زمن الأبدية لتتحقق.
نحن في بلد يقيم مهرجانا واحدا بالسنة يسمى 'هلا فبراير' يتسابق الناس فيه لحجز التذاكر، وذلك لأنهم يشتاقون للفرح في بلدهم، وفي الحفلات تجد عدد المنظمين ورجال الداخلية أكثر من عدد الحضور، يحومون حول الجمهور كمجرمين يراقبونهم بحذر وتوجس، وإذا تمايل أي شخص تجد الأذرع تمتد لطرده أو تحذيره بلهجة حادة، وهو كفيل بإفساد سعادة أي شاب يريد أن يسعد في حفلة غنائية.
نحن في الكويت نعاني لأننا شعب محب للفرح والبلد نفسه يخاف من الفرح، ويخاف من الأصوات التي تحارب الفرح ويخضع للقلة المعترضة ولا تأبه لرغبة الأغلبية.
نراقب الأخبار وتصريحات الوزراء التي غالبا تتسم بالتسرع لنصل إلى نتيجة واحدة: ماذا جنينا من الديمقراطية؟ لن نجد وزيراً من عامة الشعب تحت الثلاثين، ولن نرى النساء في مراكز قيادية إلا القليل، ولن نجد أي مصدر للفرح في بلد يطرد البهجة بالسبق والإصرار، عمار يا كويت!
قفلة:
في حادثة متكررة قتلت خادمة إثيوبية ابنة مكفولتها التي تبلغ من العمر 23 عاما، وفي السنوات القليلة الأخيرة تكررت مثل هذه الحوادث من خدم هذه الجنسية، وما زالت الكويت تستقدمهم، الجرائم تنوعت من العمالة الإثيوبية ما بين تعذيب للأطفال الرضع ومحاولات نحر متكررة أدت إلى قتل الكثير من الفتيات والأطفال، تم التنبيه من قبل بأن معتقداتهم الدينية تشجع على هذه الممارسات، لذا أين دور السلطات في حماية الشعب الكويتي قبل أن ينقرض على يد العمالة الإثيوبية وحوادث السير؟
تعليقات