أحمد عبدالملك يكتب عن - دمج الثقافة والرياضة

زاوية الكتاب

كتب 561 مشاهدات 0

 الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

جاء التغييّر الوزاري الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدي، الأسبوع الماضي، ليؤسسَ مرحلة جديدة من مراحل تطور بلادنا العزيزة، ومُنهيًا مرحلة سابقة، حول الوزراء جهدهم من أجل تأدية الأعمال المنوطة بهم.
ولقد أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدي – خلال ترَؤسه اجتماع مجلس الوزراء – على أن 'ثقة المواطنين أهم مكسب'. وأشار سموه إلى أن وجود الأخطاء، مثل الترهل في بعض القطاعات 'وهو أمر لم يعد مقبولاً'.
وهذه إشارة واضحة من سموه على أن قضية التقيّيم مهمة في كل مرحلة من مراحل البناء. كما أن 'التغاضي' عن الترهل، وما يجاور ذلك من سلبيات ومقاربات اجتماعية قد تكون على حساب الإنتاجية.
ونرجو من المولى العلي القدير أن يوفق جميع الوزراء في أداء مهامهم لخدمة الوطن والمواطن.
وبهذه المناسبة، وعودة إلى قضية 'الترهل' التي أشار إليها سمو الأمير المفدي، وإلى قضية 'ثقة المواطنين أهم مكسب'، فإن ثقتنا بأن سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، سوف يقوم بالتغييّرات اللازمة التي تتطلبها المرحلة، لتجديد الدماء، وإثراء الأفكار، وتنوع المشاريع والمناشط! إذ أن من جلس على الكرسي في أي إدارة أكثر من 30 عامًا، فإنه حتمًا قدّم كل ما لديه، خصوصًا إن كان الذي قُدم لا يرقى إلى الأشكال المأمولة من الثقافة!؟ وبكل مودة واحترام، نتقدم إلى سعادة الوزير بهذه المقترحات، التي نرى أهميتها في المرحلة المقبلة.
1- تغييّر اللجان المتخصصة في وزارة الثقافة والفنون والتراث سابقًا، واستبدالها بطاقات جديدة تضمن الديناميكية وتعدد الأفكار.
2- حصر الأولويات، والتماهي مع رؤية قطر 2030، ومقاربة ملف المونديال 2022 ثقافيًا.
3- بعث الحياة في الفكر الثقافي 'الرسمي'، وإدماج 'الفكر الشعبي'، وهذا يتطلب عدم النظر إلى أصحاب الفكر الشعبي على أنهم غير شركاء في العمل الثقافي، خصوصًا وأن بعض المثقفين تمت إحالتهم إلى التقاعد، أو أنهم 'أُقصوا' عن الثقافة في ظروف غامضة.
4- تغيّير القوالب الثقافية – التي استنفذت جدواها – خصوصًا نماذج التراث المادي، والتركيز على أشكال التراث غير المادي المتعلق بالفكر والإنتاج الإبداعي.
5- إعادة النظر، بل وتغييّر المشاركات الخارجية بأشكالها النمطية (عرض نماذج التراث، الحناء، السدو، الصوت الشعبي المُرتجل.. إلخ) وإبراز دور قطر الحضاري من خلال إشراك المثقفين المؤهلين، والمتخصصين في كل مناحي الحياة في تلك الفعاليات، دونما مقاربة اجتماعية أو حالات 'تنفيع' لا تصبُّ في الهدف الثقافي.
6- إعادة النظر في أنشطة (الصالون الثقافي)، وضرورة أن يُعهد به إلى متخصصين؛ بحيث توضع له إستراتيجية حديثة تختلف عما سبق، وأن تُدرس فعالياتهُ دراسة جيدة، وتُحدّد هوية الشخصيات التي تُدعى له.
7- إشراك المدارس – بمختلف مراحلها – في نشاطات الوزارة، ما يمكن أن يُثري الحراك الثقافي، ويؤهل جيلاً جديدًا يؤمن بحتمية الثقافة في الحياة العامة. خصوصًا وأننا – كمربين – نشعر أن الثقافة العامة لدى طلاب المرحلة الجامعية ليس بالمستوى المطلوب.
8- تعزيز دور المراكز الشبابية، وحسن اختيار القائمين عليها من أجل مساعدتها على النهوض بأدوارها، بعيدًا عن النمطية أو 'الارتخاء'، مع أهمية توفير الميزانيات الملائمة لنشاطاتها وحسن إدارتها.
9- إقامة قنوات اتصال بين الثقافة ووسائل الإعلام الرسمية، فنحن لم نشهد سوى برنامج ثقافي واحد هو (المقهى الثقافي) مرة في الأسبوع، ولربما هناك برنامج آخر، في إذاعة قطر، بينما لم يوجد برنامج ثقافي محلي واحد في التليفزيون منذ سنوات طويلة!؟ ونحن كما يعرف الجميع بأن الثقافة حاضنة للهوية؛ وأن الهوية تتعرض لكثير من التشوُه، نظرًا لطغيان المواد الإعلامية الأجنبية، وتعرُّض الجيل الحالي لحتميات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشوهُ اللغة والمفردات! كما أن هذا الجيل بحاجة إلى التعرُّف على التراث واللغة ما يُمكن أن يُعزز الهوية. وهنا لا بد من الاعتراف بدور قناة الريان في هذا المجال.
10- تشكيل فِرق متخصصة في الفنون الأدائية، مثل (فرقة للصوت الشعبي، فرقة للرقص الاستعراضي، فرقة للعرضة، فرقة للنهمة البحرية.. إلخ)، ومثل هذه الفرق يمكن أن تمثلنا في الخارج وفي المناسبات الوطنية، خصوصًا إن قامت على أسس علمية.
11- محاولة إيجاد 'مصالحة ثقافية' ودمج 'أهل المهمش' مع 'أهل المركز'! ويجب أن يكون الإنتاج الجيد هو ديننا جميعًا، ولا يجوز الترويج للإنتاج المتواضع أو الرديء! وهذا يحقق (المواطنة الثقافية للجميع) ويقضي على 'أصابع الإقصاء' التي تُصيب بعضَ مثقفينا بالغبن.
12- وأخيرًا، وفي ظل وجود الوزارة الجديدة الحاضنة للثقافة، نرجو من سعادة الوزير أن يحقق حُلم الكُتاب والأدباء القطريين بدعم إشهار جمعية الأدباء والكتاب، التي ظلت معاملتُها مؤجلة منذ أكثر من 15 عامًا!؟ وهذه الجمعية سوف تسند الوزارة، لأنها تجمع كل المنتمين للكتابة الأدبية بكافها مشاربها.

 

الآن - بوابة الشرق

تعليقات

اكتب تعليقك