يكتب تركي العازمي عن غياب الرقابة الفاعلة على الإدارة غير المؤثرة

زاوية الكتاب

كتب 512 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  وزير التجارة والـ 40 مشروعاً

د. تركي العازمي

 

وجه النائب أحمد القضيبي سؤالاً لوزير التجارة الدكتور يوسف العلي حول الأربعين مشروعاً التي تم تمويلها من صندوق تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وطلب إفادته بالتفاصيل الخاصة بتلك المشاريع.

أولا: وللعلم فإن الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تم إصداره بموجب القانون 98 في أبريل 2013 برأسمال مليارا دينار ليكون أكبر صندوق على مستوى العالم.

ولكي اختصر الطريق على الوزير العلي... فإنه لم يتم تمويل مشروع واحد ولم يُصرف دينار واحد على حد علمي بالزملاء ممن تقدموا منذ فترة طويلة ولم يتم البت في طلباتهم.

هذا السؤال البرلماني يقودني للسؤال الذي طرح للنقاش ذات يوم في العام 2007 مع زملاء بحضور دكاترة مشرفين على رسائل ماجستير ودكتوراة لطلبة الإدارة وهو: ماذا تعني أفكار ناجحة؟

وكانت إجابة الدكتورة ستيفيني جونز لي حول كلمة نجاح قد أعجبتني، حيث قالت «لا يوجد شيء اسمه نجاح... نحن نقول أفكاراً ناجحة نقصد منها أفكاراً مؤثرة ومنتجة حسب لغة الأرقام نسبة وتناسباً قياساً مع رقم معين وسقف معين تجاوزه صاحب الفكرة ليصل إلى رقم أعلى مما هو مخطط له وبالتالي هو ينجح لكن كنجاح كلمة لوحدها لا يوجد لها تفسير منطقي يجب أن تكون مرتبطة بهدف معين يصاحبه رقم محدد لعملية القياس وبالتالي نستطيع القول إنه نجح في بلوغ الغاية».

ما عليه... من يحارب الأفكار الناجحة؟

أفراد لديهم أفكار نيرة قدموا دراسات الجدوى وكل شيء طلبه منهم الصندوق ولم يتم البت في موضوعهم إلى وقت قريب... فأين الخلل؟

أعتقد أن الصندوق كمشروع وطني غاياته في غاية النبل لكن التنفيذ... أعني عملية إدارته لم تكن موفقة البتة فمن غير المعقول أن نأتي بعد عامين ونتساءل عن المشاريع التي تم تمويلها وهي مازالت حبيسة الأدراج؟

في الكويت فقط... فقط في الكويت٬ كل شيء ممكن حتى التبرير ممكن أن تجد له وسيلة ما للعودة للمربع الأول... فهذه حالة مشاريعنا وإدارتها كبرت أم صغرت ولنا في ما نعاينه من حول منازلنا من شوارع وخدمات ومراكز صحية وتعليمية أمثلة يعجز العاقل عن إيجاد مبرر لترديها مع الأسف... وخذ أيضاً تصريح وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى حول إحالة من تجاوز 30 عاماً للتقاعد.

(شغلة غريبة)... إنني على يقين بأن هناك خللاً «فيه شيء غلط» يؤكد عدم متابعة تنفيذ المشاريع بما فيها صندوق تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الملياري الأكبر على مستوى العالم ولا شك أن العامل الوحيد الذي تسبب في هذا وذاك هو غياب الرقابة الفاعلة على الإدارة غير المؤثرة أعني «غير الناجحة» وفق المفهوم الدارج لأن التحول من مستوى إلى مستوى أعلى يعد موشر فاعلية للإدارة وهو ما نطلق عليه نجاحاً.

أعيدوا الثقة في نفوس المبادرين بفتح الملفات من دون تحفظ وليكن هناك حس رقابي من أجل الارتقاء بشأن الأعمال التي تقدم بها أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ممن لم يجدوا رداً شافياً بقبول طلبهم للتمويل من عدمه مع تبيان أسباب الرفض.

هذا غيض من فيض فما ذكر لي يفوق العرض الذي اختصرته في مقال طرحت فيه الفكرة بصورة تلقائية لعل وعسى أن تصل لأصحاب القرار... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك