سجناء العراق أصبحوا 'داعش'.. برأي وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب فبراير 7, 2016, 12:16 ص 581 مشاهدات 0
الراي
نسمات - سيخرج صلاح الدين ليحرر القدس وسورية
د. وائل الحساوي
قال القاضي بهاء الدين بن شداد - صاحب صلاح الدين الايوبي - واصفا حاله (كان رحمه الله عنده من القدس امر عظيم لا تحمله الجبال، وهو كالوالدة الثكلى، يجول بفرسه من طلب الى طلب، ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الطلاب بنفسه وينادي: يا للاسلام، وعيناه تذرفان الدموع).
واضاف القاضي: (لقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله اهله واولاده وسائر بلاده، وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح ميمنة وميسرة).
لم يكتف صلاح الدين بالحزن والهم على القدس، ولكنه جهز خطة متكاملة لتحريرها بدأها العام 580 هـ باستثارة الهمم في مصر والشام والحجاز واليمن، واشعل الجهاد في قلوب المسلمين ثم فتح مدنا كثيرة مثل عكا ويافا وطبرية وصيدا وبيروت وعسقلان واللاذقية وغيرها حتى اصبح طريق القدس سالكا، وقبلها اسقط حكم العبيديين في مصر ودولتهم الباطنية التي حاربت المسلمين وتآمرت عليهم.
ثم جاءت اولى بشائر النصر بعد انتصاره في معركة حطين ووقوع معظم ملوك وامراء الصليبيين في الاسر وقتله امير الكرك «ارنولد».
ثم اكمل صلاح الدين زحفه الى بيت المقدس، الى ان فتحها يوم الجمعة 27 رجب العام 583 هـ بعد ان ظلت بيد الصليبيين لأكثر من تسعين سنة.
ماذا لو جاء صلاح الدين اليوم ليجد بأن مشكلة احتلال القدس ما هي إلا جزء من بحر بعد ان احتُل اليمن والعراق وسورية وغيرها وليجد كل بلدان العالم ومللهم وطوائفهم تتآمر على المسلمين وتقتطع اراضيهم! وماذا لو شاهد الدول التي تتربع على عرش القيادة للعالم تتفنن باضطهاد المسلمين ومساعدة اعدائهم عليهم، كما قال الشاعر ابو البقاء الرندي:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
ان كان في القلب اسلام وايمان
ومن سخريات الامور في هذا الزمان انك تجد بأنهم قد اخرجوا لنا من بني جلدتنا وحوشا لا قلوب لها وألبسوا عليها لباس الاسلام، واطلقوها لتفتك بالمسلمين والمجاهدين ولتتآمر مع الاعداء عليهم تحت مسمى الدولة الاسلامية والجهاد!
يتساءل الكثيرون اين ذهب شبيحة الاسد الذين كانوا يقتلون السوريين ويضطهدونهم لأجل تقوية النظام؟ ولماذا حل محلهم قوم بنفس المواصفات من القسوة والفظاعة وقتل الناس واحراق الاحياء، ولكن عليهم لحى كثيفة ولباس اسود؟ ثم سموا انفسهم بالدولة الاسلامية؟!
سجناء العراق اصبحوا «داعش»
خمسة آلاف سجين في العراق في سجن ابو غريب من عتاة المجرمين والبعثيين وقطاع الطرق، تم اطلاق سراحهم دفعة واحدة من المالكي وارسلهم الى سورية، ثم ظهروا في صورة رجال «داعش» واكملوا بطشهم بالشعب السوري!
ومن سخريات الامور ان تجد دولة مثل روسيا قد غاصت اقدامها في دماء المسلمين في افغانستان والشيشان والجمهوريات الاسلامية في آسيا وقتلت الملايين منهم ونشرت ابشع عقيدة مجرمة على وجه الارض وسحقت معارضيها ثم هي تتربع اليوم على عرش الامم المتحدة لتحدد من هو ارهابي ومن هو معتدل، وتسلمها الولايات المتحدة الأميركية - راعية الشر في العالم - زمام الامور لتتصرف في سورية كما تشاء!
ونرى اوباما يزور مساجد المسلمين في الولايات المتحدة ليبشرهم بأنه يحترم الاسلام ويقدر دور المسلمين اما كفاكم كذبا علينا وتضليلا لنا؟!
وكلما تحرك شباب مؤمن لتلبية داعي الجهاد والواجب اقاموا عليه مأتما وعويلا، واتهموه بالتطرف والانحراف وزينوا لدولنا البطش به وعقوبته!
نحن على يقين بأن هذا الزمان سيشهد باذن الله قيام امثال صلاح الدين من جديد ليدافع عن امته وليرد العدوان فقد سئم الناس من الظلم وضياع الحقوق وتعبوا من سخرية هؤلاء الاعداء منا وتفننهم في البطش بنا وادركوا بأن مجلس الامن والامم المتحدة والدول الكبرى ما هي إلا شياطين من البشر لا هم لها إلا تدمير بلادنا واذلال شعوبنا وما قرارات الامم المتحدة إلا ابر مورفين مخدرة لابقائنا في ذلك الذل والهوان والسيطرة على ثرواتنا وتقسيم ما تبقى من بلادنا، ولكن لنعلم بأن الله غالب على امره ولو كره المشركون.
تعليقات