يكتب خالد الجنفاوي عن ظاهرة التحريض الطائفي

زاوية الكتاب

كتب 571 مشاهدات 0


السياسة

كمال عقل المرء تركه الخوض في التحريض الطائفي

د. خالد عايد الجنفاوي

 

عندما تتزاحم أقدام بعض النفر المتعصبين أو المشوشين أو المخدوعين نحو الفتنة المدمرة يصبح التحريض الطائفي البغيض بالنسبة لهم أمراً يفتخرون به فلا يجد بعضهم غضاضة في ما سيقولون وسيعملون ويحرضون عليه فيتسابقون والعياذ بالله لرفع رايات الفتنة وبعضهم يبتسم مبتهجاً بما يفعل! السؤال الذي يطرح نفسه حول ظاهرة التحريض الطائفي وما يمكن أن يؤدي إليه من فتنة هو التالي: لماذا يتدافع بعض الأفاكين نحو كل أمر فتنوي مع أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم عواقب الشر التي تأتي وراء الانقياد خلف التحريض؟ يتهافت البعض القليل نحو نار الفتنة مع علمهم بشرها وبحتمية تدميرها لكل ما هو إنساني ورحيم في الحياة الانسانية لأنهم قساة القلوب يفتقدون الرشد الذهني والأخلاقي ولم يثبت الايمان الصحيح في قلوبهم، فكيف بإنسان راشد ذهنياً وسوي نفسياً وأحياناً يدعي التدين والورع أن يدعو الناس للتقاتل مع أفراد آخرين يتشاركون معهم, في معتقدات ومفاهيم وثوابت دينية, أكثر مما يختلفون معهم، فمن يخطئ في حساب عواقب التحريض الطائفي لم يبلغ ذهنياً وشعورياً ولهذا ستجده يتدحرج في كل فخ يضعه المحرضون. يوجد بالفعل أشخاص منافقون, بطبعهم أو بتطبعهم, يسعون للتهافت نحو الفتنة الطائفية رغبة منهم في السطوع ولو للحظات قليلة تحت ضوئها الجهنمي، فيحاول بعض هؤلاء تعويض فشلهم في حياتهم الشخصية أو العائلية أو المهنية, وعدم قدرتهم على تحقيق بعض تطلعاتهم المريضة, مع ما يمكنهم تحقيقه في المجتمع الإنساني الطبيعي, فيُقبلون نحو ما يظنونه سيحقق أحلامهم المبالغ فيها ولو اضطر بعضهم للمشي في طريق مُظلم تملأه الدماء والدموع ولعنات ضحايا الفتنة. تُغري الفتنة أيضاً بعض أولئك المُضطربين نفسياً وبعض الذين يفتقدون البوصلة الأخلاقية السوية، فالفتنة, والعياذ بالله تذهب بعقول البعض وترسخ في أذهانهم سوداوية التفكير إلى أن تُعطّل بوصلتهم الأخلاقية. ولكن من يخرج بإرادته من صندوقه المغلق عن طريق إنصاته لضميره الإنساني الحي ويبدأ يفكر بشكل عملي وينظر لما يحدث حوله بعيون المنطق والاعتدال لن ينزلق للفتنة مهما حاول مروجوها إغراءه بشتى الطرق من كمال عقل المرء وكمال إيمانه تركه الخوض في التحريض الطائفي وحرصه على عدم الوقوع ضحية سهلة لكل محرض تعيس ومنافق يلبس قناع التقوى بينما يكاد يمتلئ قلبه وعقله السوداويان بالكراهية والبغض ضد من هو من المفترض أن يكون أخاه المسلم.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك