النفط زائل لكن الدول غنية برجالها لا بثرواتها.. كما يرى وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 540 مشاهدات 0


القبس

الدولة برجالها.. لا بنفطها

وليد عبدالله الغانم

 

«أنا خائف على مستقبل الكويت، فالدولة برجالها تعمل كل شيء، وأنا أرى الدولة تتأخر بشكل واضح، وأرجو الله تعالى أن يبصّر المسؤولين ويهتموا بالأجيال القادمة، فالنفط زائل لكن الدول غنية برجالها لا بثرواتها، فاذا اجتمع الرجال والثروات، فهذا نور على نور، لكن ثروات من دون رجال فلا قيمة لها، ولابد لكل انسان ان يعرف هذا» (مقابلة تلفزيونية للنائب السابق محمد الرشيد، رحمه الله).
النفط نعمة عظيمة على دولنا، إن كانت هناك عقول راجحة تخطط لادارة هذا الكنز واستثماره بصورة عادلة ورشيدة وأمينة، يستفيد منها البلد وابناؤه واجيالهم اللاحقة بتكافؤ ونماء، ولو أديرت هذه الثروة الهائلة بالشكل الصحيح لأمكن لأي دولة ان تبقى بمنأى عن تقلبات اسعار النفط في الاسواق العالمية، كما نراها من سنة، فكيف في بلد صغير بحجمه وعدد مواطنيه مثل الكويت؟ 
النفط موجود لكنه ناضب، وتبقى الثروة الحقيقية بأبناء الوطن الذين يقدرون المواطنة الحقة في العطاء للبلد والحفاظ على موارده وإيفاء الناس حقوقهم، وهو الدور الواجب على كل فرد أياً كان موقعه أو وظيفته أو مركزه، وهذا الأمر الذي نكاد نفتقده في الكويت.
الناس يبحثون عمن يصدق في خدمة وطنه، وأصبح هذا الصنف من المواطنين شبه نادر ويعدّهم الناس عداً، والسبب تفشي قصص الفساد والرشوة والفوضى في المؤسسات الحكومية وسوء ادارة كثير من القياديين وانحدار اداء معظم نواب الامة، الا من رحم الله، وتعثر المشاريع الحكومية، إضافة الى عدم وجود رسالة اعلامية حكومية واضحة وناجحة في الاعتزاز بالمواطنة الصادقة وإبراز النماذج التي يمكن لأفراد المجتمع الاقتداء بها.
قامت الكويت قبل مئات السنين بلا نفط وكانت الحياة شاقة، لكن بارك الله سبحانه بجهودهم وتجارتهم وأعمالهم ومضت حياتهم ونمت بلادهم بتكاتفهم وإخلاصهم وتفانيهم، حتى أصبحت قبلة للمهاجرين من الدول المجاورة.. مشكلة الأوطان - جميعها - في وجود رجال مخلصين لها، يحرصون على بقائها ويحمون ثرواتها وينصفون ابناءها، فإن هذه النوعية من الناس هي الثروة الحقيقية التي يحيا بها الوطن، لا بالنفط ولا بالذهب، وهم الرجال الذين قصدهم العم محمد الرشيد، رحمه الله.. والله الموفق. 

• إضاءة تاريخية 
«عيشة أهل الكويت كلها كانت على السفن، ولو تقعد يوما واحدا فلن تجد ما تأكله، والمكدة في البحر قوت سنة، والمسألة محسوبة ولم يكن هناك فائض» (النوخذة عيسى العثمان).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك